كتاب وآراء

– الطلائعية عندنا مشروطة بروح التحدي:

التحدي هو مواجهة المخاطر والصعوبات والتغلب عليها للصول إِلَى الهَدَفِ المنشود ويستدعي المجابهة قصد الغلبة في حين ان الصعوبات والعقبات تدعو لليأس وحتى الاستسلام، ويفهم منه انه الاصرار على الشئ والتجلد والمقاومة لتحقيقه، وهو اقوى وسيلة للنجاح، فهو الذي يجعل صاحبه صبورا على ما يقْدم عليه بثقة وتفائل وتفاني واصرار على النجاح، ويتجسد في القيام بنشاط غير عادي لتحقيق هدف في غاية الصعوبة،

وعادة ما يكون هذا الهدف محفوفا بمخاطر تجعل الوصول إليه حلما لا يتعلق به الا ذو عزيمة لا تلين وإرادة لا تقهر وعطاء لا ينضب، ولقد نشأت الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب في خضم كهذا، في ظروف عصيبة ومعقدة، وتعلقت باهداف عملاقة لا ينالها إلا من يرفع راية تحد لا هوادة فيه، حيث كانت كل مراحل نشأتها وخطوات تطورها والمكاسب التي حققتها، غاية في الصعوبة، محفوفة بمخاطر دائمة ترافقها حتما الى ما بعد الاستقلال.

ان التحدي لهو أعظم شيء يتفوق به الإنسان على كل ما في الوجود، وقد اعتمده تنظيمنا ورثه تاريخيا من حياة شعبه التي كانت دائما على المحك جراء اطماع الطامعين والمتربصين به عبر قرون. فبالطابع المذكور اعلاه تميز مناضلوا هذا التنظيم ولزمهم كشرط اساسي للإطار الفعال الناجح في الحركة والدولة منذ نشأتهما، غير ان صعوبة الظروف التي هي ميزة عامة دائمة تتأرجح احيانا بين الشدة والرخاء مما جعل صناعة الاطار تتفاوت تبعا لذلك في جودتها من عدم ذلك، ويترجم التحدي هنا في ان يضع الاطار الطلائعي نصب عينه الهدف الاسمى ألا وهو الاستقلال، ويبذل الجهد الحثيث للوصول له دون كلل، متقاضيا عن ما سواه من مشاغل ثانوية قد لا تسمن ولا تغني من جوع، وإلا فَقَدَ صيفة الطلائعية ولم يعد إطارا يحتذى به.

ان طابع التراخي الذي القى بظلاله طيلة الثلاثين سنة الماضية على حياتنا، قد ترك آثاره السلبية في صناعة الاطار الجلد المتفاني المتشبع بروح التحدي، وفتح الباب امام سلوكيات وحسابات تشكل عائقا امام التحرير، ولا بد من التخلص منها ذاتيا او موضوعيا، وخاصة ان معركتنا التحريرية الان دخلت في مرحلة مفصلية لا تتحمل الوهن، ان التسابق للشهادة وخدمة الانتصارات لهي مقياس الطلائعية وبدونها يكون الاطار جسد بلا روح فيستغنى عنه، وان الشعب لهو وحده القادر على صناعة المكاسب وفرز القادة الاكفاء من صلبه وان صلاحيتنا كطلائع ترتبط بمدى فعاليتنا الميدانية والمباشرة في تحصيل المكاسب والانتصارات والمساهمة في تقريب النصر وتخفيف المعاناة، وإلا فإن الشعب سيأتي بالبدائل التي تناسب مقامه وطمحاته، وإن النصر حليف من يملك الأمل ويقدر على التحدي.

بقلم :  محمد فاضل محمد اسماعيل obrero

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق