الاخبارحصاد الاخبار

ممثل جبهة البوليساريو ببلاد الباسك يستوقف الأحزاب السياسية الباسكية حول الوضع بالصحراء الغربية عشية الانتخابات الجهوية بالإقليم

عشية اجراء الانتخابات الجهوية المزمع اجراؤها ببلاد الباسك يوم 12 يوليو الجاري، بعث اليوم ممثل جبهة البوليساريو بالمنطقة الأخ محمد ليمام محمد عالي سيد البشير برسالة مفتوحة الى الأحزاب السياسية الباسكية على اختلاف اطيافها الأيديولوجية، مستوقفا إياها حول حالة الانسداد والجمود الذي يعتري العملية السياسية التي ترعاها الأمم المتحدة بالصحراء الغربية، داعيا تلك القوى السياسية الى تحميل الأمم المتحدة لمسؤولياتها في تنظيم استفتاء لتقرير المصير وحماية الحقوق الأساسية للشعب الصحراوي في المناطق المحتلة ، كما حثها على التدخل امام الدولة الاسبانية للوفاء بالتزاماتها كسلطة مديرة للإقليم بحكم القانون والتعبير للمؤسسات بلادها عن ضرورة احترامها لقرارات المحاكم الدولية. كما حضها على ارسال رسالة واضحة وقوية الى السلطات المغربية لتفهم انه يتوجب عليها انهاء احتلالها غير الشرعي ووضع حد للانتهاكات الجسيمة التي ترتكبها بحق الشعب الصحراوي.

وجاء في رسالة الدبلوماسي الصحراوي: ” بود ممثلية جبهة البوليساريو ببلاد الباسك ان تخاطب القوى السياسية الباسكية مع اقتراب موعد اجراء الانتخابات الجهوية لتعبر عن قلقها ولتلفت الانتباه الى سلسلة من الاحداث التي قد تكون لها انعكاسات خطيرة على قضية الصحراء الغربية، اخر مستعمرة في افريقيا. من قبيل: جمود المساعي التي تبذلها الأمم المتحدة قصد التوصل الى حل عاجل، عادل ونهائي لهذا النزاع الذي عمر طويلا ضمن مسار تصفية الاستعمار، وعدم وفاء الأمم المتحدة بالتزاماتها، والوضع الخطير الذي يوجد عليه المعتقلين السياسيين الصحراويين بالسجون المغربية وسط تفشي فيروس كوفيدـ19، والانتهاكات الجسيمة لحقوق الانسان بالمناطق المحتلة، والتأثير السلبي للإغلاق وقفل الحدود على حياة اللاجئين الصحراويين رغم نجاح الإجراءات التي اتخذتها السلطات الصحراوية للحيلولة دون تفشي الوباء والتي سمحت بعدم تسجيل حالات عدوى او إصابة، علاوة على حالة الإحباط التي يعيشها الشباب الصحراوي”. وأردف المسؤول الصحراوي: ” لازالت الصحراء الغربية (الصحراء الاسبانية سابقا) إقليم لم يقرر شعبه مصيره بعد، حيث يصنف ضمن اجندة اللجنة السياسية الخاصة بتصفية الاستعمار التابعة للجمعية العامة للأمم المتحدة (اللجنة الرابعة) كمسألة تصفية استعمار بموجب الفصل الحادي عشر من ميثاق الأمم المتحدة. وتنبثق عن هذه الاهلية السياسية القانونية سلسلة مبادئ أساسية وجب ذكرها وهي ان السيادة وتقرير المصير يجب أن يضطلع بها شعب الصحراء الغربية. والشعب الصحراوي هو الوحيد الذي له كامل الحق، دون سواه، في اتخاذ قرار بشأن مستقبله دون قيود من الان فصاعدا. إضافة الى شرعية وعدالة مطالب شعب الصحراء الغربية وممثله الشرعي والوحيد المعترف به دوليا ـ جبهة البوليساريو، في تقرير المصير الحر والاستقلال”.

وأوضحت رسالة البعثة الصحراوية ببلاد الباسك: ” انه جدير بالذكر في هذا المقام ان المملكة المغربية قد وقعت في العام 1956 على اتفاقيات جنيف ولم تصادق عليها بعد. بينما كانت جبهة البوليساريو اول حركة تحرير وطني توقع وتصادق على اتفاقيات جنيف والبروتوكولات الإضافية لها. ولا زال المغرب يرفض الى اليوم الاعتراف بواقع الصحراء الغربية كإقليم خاضع لمبدأ تصفية الاستعمار. فبعد انضمامه الى الاتحاد الافريقي العام 2017، وهي المنظمة التي تتمتع بها الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية بكامل الحقوق كعضو مؤسس، نشر المغرب بجريدته الرسمية مصادقته على الميثاق التأسيسي للاتحاد الافريقي. وهي المصادقة التي تفترض الامتثال لذلك الميثاق بالكامل ومع المبادئ التي تحكم تلك الهيئة خاصة البند الرابع منه الذي تؤكد الفقرة ب فيه على “ضرورة احترام الحدود القائمة غداة الاستقلال”. وهنا يجب ان يفهم نشر الجريدة الرسمية للميثاق التأسيسي للاتحاد الافريقي على انه اعتراف صريح من قبل المغرب بحدوده الدولية وعليه ان يضع حدا لاحتلاله غير الشرعي لأجزاء من أراضي الجمهورية الصحراوية”.

وحذر الأخ محمد ليمام محمد عالي من ان رهان المغرب على دعم حلفاءه السياسيين والاقتصاديين، وتعنته ورفضه للانصياع لقرارات الجمعية العامة ومجلس الامن التابعين للأمم المتحدة وكذا رفضه لقرارات الاتحاد الافريقي والمحاكم الدولية يشكل تهديدا خطيرا لاستقرار المنطقة ويسهم بشكل كبير في حالة الإحباط بين الشباب الصحراوي. مذكرا بانه: “وفي مواجهة عدم فعالية الأمم المتحدة وتعنت المغرب، تكتسب أوروبا والدولة الاسبانية وكافة أطياف المؤسسات المحلية والجهوية دورا خاصا. ففي حالة بلاد الباسك، يجدر التنويه بالاهتمام الكبير الذي تبديه قطاعات واسعة من المجتمع الباسكي تجاه تطور الاحدث بالصحراء الغربية. ما يشكل في نفس الوقت أوسع حركة تضامن مع القضية الصحراوية بعموم اسبانيا. الامر الذي حذا بالأحزاب والمؤسسات الباسكية الى خلق اجماع تاريخي نادر حول القضية الصحراوية. وبالنظر الى الوضع السياسي الحالي واعتبارا للاختلافات السياسية والأيديولوجية، فإن كافة القوى السياسية الباسكية لها القدرة على التحرك تجاه الحكومة المركزية. لذلك، فإن الأحزاب السياسية الباسكية مدعوة اليوم الى لعب دور أساسي في حل هذا النزاع واعتماد مقاربة فعالة تجاه الانسداد الذي تشهده عملية السلام”.

وفي الأخير وجه ممثل جبهة البوليساريو ببلاد الباسك دعوة الى كافة الأحزاب السياسية الباسكية من اجل “تحميل الأمم المتحدة لمسؤولياتها في تنظيم استفتاء لتقرير المصير وحماية الحقوق الأساسية للشعب الصحراوي في المناطق الواقعة تحت الاحتلال المغربي، كما يجب ان يطلب من الدولة الاسبانية الوفاء بالتزاماتها كسلطة مديرة للإقليم بحكم القانون والتعبير لمؤسسات الدولة الاسبانية عن ضرورة احترامها لقرارات المحاكم الدولية، خاصة المحكمة الأوروبية. كما انه من الضروري ارسال رسالة واضحة وقوية الى السلطات المغربية لتفهم انه يتوجب عليها انهاء احتلالها غير الشرعي ووضع حد للانتهاكات الجسيمة التي ترتكبها بحق الشعب الصحراوي، لأنه لم يعد بالإمكان تسامح المجتمع الدولي مع سلوكياتها المريعة”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق