كتاب وآراءمقالات

لعل الامريكان ينتبهون.. الكلام بمناسبة زيارة رووس

السيد حمدي يحظيه

تعيش الولايات المتحدة، في تعاملها مع القضية الصحراوية شبه عقدة. فهذه الدولة القوية المجدة، المثابرة في البحث عن مصالحها، لم تستطيع، منذ حوالي 50 سنة، توجيه بوصلتها في قضية الصحراء الغربية. بقيت اسيرة استراتيجية خاطئة رسمها الداهية كيسنجر سنة 1974م، ورغم أن الولايات المتحدة، تاريخيا، تغير استراتيجيتها كل 50 سنة، الا أنها في قضية الصحراء مازالت حائرة، مرتبكة لاهي رابحة مع المغرب ولا هي رابحة مع الصحراء الغربية و الجزائر. هناك في الواقع مسلمات لا بد من الوقوف عندها: الولايات المتحدة تستطيع أن تحل القضية حلا عادلا من خارج مجلس الأمن بالضغط على المغرب بوسائلها الخاصة؛ الولايات المتحدة كانت الحكم في الكثير من القضايا مثل إطلاق سراح الرهائن الفرنسيين سنة 1977م، وإطلاق سراح آخر دفعة من الاسرى المغاربة سنة 2004م. الولايات المتحدة هي التي فرضت على المغرب، سنة 1997م التفاوض مع البوليساريو تحت اشراف الامم المتحدة، وأخيرا الولايات المتحدة أصبحت هي من يكتب، بالفاصلة، قرارات مجلس الأمن الخاصة بقضية الصحراء الغربية منذ حوالي عشرة سنوات. وإذا كانت الولايات المتحدة ظلت دائما تنظر الى الطرف الصحراوي على أساس أنه هو الطرف الضعيف، واتبعت سياسة ان تحل القضية نفسها بنفسها بالوقت، بسقوط أحد الأطراف بعامل الوقت- الطرف الصحراوي- دون أن تتدخل هي فإن الوقت حان كي تراجع سياستها واستراتيجيتها. هناك أمران مهمان جديدان: الأول، الطرف الصحراوي لم يسقط نتيجة لعامل الوقت، وهو الآن أقوى من أي وقت؛ الثاني، ان المغرب محاصر الان بعد ان تبددت كل وسائل ابتزازه التي ظل يبتز بها الامريكان مثل الشيوعية، المد الإسلامي، الارهاب، المد الإيراني، الحكم الذاتي، المساعدة في حرب العراق وأفغانستان، وبالتالي فقد احرق كل الأوراق التي يُقَمَّر بها مع الامريكان.
هذه التحولات الجديدة هي التي يجب أن لا تغيب عن إستراتيجية الولايات المتحدة المتبعة في القضية.
في الحقيقة هناك الكثير من الأمريكيين الشرفاء الذين قالوا كلمة الحق، وحثوا الولايات المتحدة على تغيير استراتيجيتها في قضية الصحراء الغربية مثل كارلوس ويلسن صديق الصحراويين الذي وقف، ندا لند، ضد إدارة بلاده بسبب بيعها ودعمها للمغرب بالاسلحة أثناء الحرب في الصحراء الغربية. لا ننسى ايضا فرانك رودي الذي كان أول من كشف غش وابتزاز المغاربة لبعثة المينورسو أثناء تحديد الهوية، اما بيكر فقد انسحب من الملف، لكنه لم يحاول في أي يوم من الأيام إخراج القضية من إطارها القانوني وهو تقرير المصير وتصفية الاستعمار . ويبقى السيد كريستوفر رووس ، المبعوث الشخصي السابق، رجل مهم هو الآخر لأنه وقف ضد إرادة المغرب في محاولته إخراج القضية من وضعها الذي ظلت الأمم المتحدة  تعالجها في إطاره منذ سنة 1965م. وبما ان رووس يزورنا الان نتمنى ان يضع في حساباته المتغيرات الجديدة وهي ان الشعب الصحراوي باقٍ وصامد، وأنه لن يندثر، وان كل سيناريوهات المغرب التي كان يبتز بها الامريكان قد انتهت.
blog-sahara.blogspot.com.es
السيد حمدي يحظيه

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق