كتاب وآراء

مبتهجون رغم أنوفكم

نفعي أحمد محمد

يستكثرون عليكم فرحة نصر جزائري مؤزر لن يقتلعوا صداه الصحراوي الممتن لصنيع ارض الشهداء والاحرار ما عددوا جرائمهم أو مددوا عمر احتلالهم للأرض وإستعبادهم لأهلها خدمة أو إقصاء وفي أفضل الأحوال قتلا مثلما حدث للشابة صباح التي لم تصبح ولم تمس الا على واقع مرير دام رحلت قبل رحيله شهيدة في يوم تتويج حفدة الشهداء ملوكا على قلوب الأفارقة والمحبين لا ملوك غصب وجرائم وقمع توجس بل وفزع من فوز جزائري مظفر فرح له قبل أهل الانتصار وبعده الصحراويون والفلسطينيون وكل من ينشد الكرامة والحرية وأرض ثورة نوفمبر نموذجا ومثالا يقتدي به المقهورون والمضطهدون من ذوي القربى والجور قبل الابعدين ، فم يجدوا من السند الا مؤازرة جزائرية لا تنضب يضعها المكافحون نياشين على الصدور تيجانا على الرؤوس لمن يعرف قيمة النضال ومعنى سيادة القرار والمصير .

رصاص وجيوش مؤلفة وعسكرة وتعنيف للمبتهجين ببطولة الخضر في كل المدن والمداشر الصحراوية المحتلة ، كانت المشاهد الفعلية لما يضمر المغرب من مواقف مباركته للقب الافريقي لجارته الغربية ، فما وصفوه جزافا خاوة خاوة وما يخفيه بين قوسين بأنه انتصار مغربي لا يعد كونه ركوبا لأمواج الحراك الشعبي الجزائري وعزفا على إيقاع عواطف أهون من أن ينطلي على من خبر مخدرات الحدود وتهريب المنتجات واغراق الاقتصاد والادهي الصيد عكرا سنوات العشرية السوداء محاولا تمطيطها ما أمكن فضلا عن استهدافه المنطقة جنوبا بشمال مالي ونواياه المبيتة هناك لا هي باللغز ولا بما تخطأه التخمينات .

كل ذلك يحدث وإن تناسى الجزائريون فلم ولن ينسوا حرب الرمال وما أخفته ولازالت الرباط من أطماع وخبايا وكولسة في أفريقيا وحتى خارجها نيلا من الجزائر ووبلها تهما وتلفيقات واضاليل من قبل أعلى هرم في سلطة المغرب في أكثر من موضع وخطاب ومناسبة ومن دونها حتى لا تنميق رسالة المجاملة لعاهل المغرب طلاء على وبر التوتر وذميم النعوت والتهجم المفرط والعدوانية التي لا يمكن اختزالها في عبارة نصرنا نصركم أو إختزال كل تلك الكراهية الدفينة في برقية يفتقد صاحبها لكل مصداقية لخطاب بلد ضحى شعبه مرارا من أجل عالم لا سادية فيه والمغرب عينتها بكل أسف ولا أعتقد أن اعتذار الرباط عن كأس إفريقية بالأمس القريب بحجة الايبولا بعيدة عن أذهان الجمهور الجزائري الذي كان يمني النفس بثمار تتويج كان قريبا جغرافيا وفنيا وقتئذ لولا الأحجية المغربية تلك بما حملت من وهن منعا بل ومقتا لانتصار أخضر بأرض الخصم رياضيا وسياسيا .

حازت الجزائر لقب أمم إفريقيا للمرة الثانية بعد لقب دام وحيدا تسعا وعشرين عاما وحازت معها قبلا أذهان ونفوس وعقول المكافحين المنافحين عن مبادئ العدالة والحق والحرية التي أسفا لم يصلها الشعب المغربي الشقيق المغلوب على أمره والا لإنضم للصحراويين الذين طالما حزنوا لاتراح الخاوة وفرحوا لأمجادهم على مر التاريخ وإلى الأبد باقون.

عندما يمطرك جيرانك شمالا وجنوبا بوابل المتفجرات والاسلحة وعنقود الطائرات في حرب إبادة مغربية بائسة بشراكة موريتانية بليدة للصحراء الغربية وشعبها الاعزل وتجد في الاحضان وجهة غربية جزائرية بالاحضان ورودا تفتقت تضامنا في شتى مجالات الحياة ودون حساب ما طالت فترة الاحتلال ، في وفاء قل نظيره للقيم والانصاف والانتصار للحق في أفضل الأحوال كما في أسوأها وإن تكالبت الاهوال والاهواء ، عندئذ وفقط نفهم ونتفهم لماذا يبتهج الصحراويون حقا وبهذا الحجم حدا يجددون فيه فصول انتفاضتهم ولحمتهم وصبرهم على الشدائد لجوء وتحت وطأة الاحتلال أيا كان ثمن التضحيات وغلى.

علمتنا ثورة الجزائر الخالدة أن زف الشهداء مدعاة فرح وغبطة لا حزن بمثلما يريد الاحتلال ، فنحن بمقاومتنا مبتهجون رغم أنوفكم بإستقلال كامل لن تعبد طريقه الا الدماء وصباح فجره القريب قريب .

خالص العزاء لعائلة الفقيدة صباح ولكل الشعب الصحراوي وندعو بالشفاء العاجل لكل ضحايا عدوان ليلة التتويج الجزائري المشهود إذ أرخت له سلطات الاحتلال المغربية بحزن في الصحراء الغربية في هجوم أهزل من أن يقطع أواصر لا تنفصم أو تتبدد رغم أنوفكم.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق