صحف عالمية

السفير الجزائري لدى صربيا يرد على الادعاءات الكاذبة التي أدلى بها السفير المغربي في بلغراد ليومية بوليتيكا الصربية

رد السفير الجزائري لدى صربيا السيد عبد الحميد شبشوب، في مقال مطول -تلقينا في البورتال ديبلوماتيك نسخة منه- على الادعاءات الكاذبة التي أدلى بها السفير المغربي في بلغراد ليومية بوليتيكا الصربية، جاء فيه:

 

على خطى الحملة التي تشنها الصحافة المغربية ضد الجزائر، والتي تحركها بلا شك الرغبة في تذكر وإظهار ولائها للقصر، ومستخدمًا أسلوب التضليل والكذب لخداع الرأي العام الصربي، انحرف السفير المغربي لدى بلغراد عن الممارسة الدبلوماسية وقواعد السلوك المعتادة التي تتطلبها وظيفته في مقابلة مع يومية بوليتيكا الصربية في 24 يوليو 2020.

 

في مواجهة هذه الحملة المنحطة التي تهدف إلى تشويه صورة بلدي، اعتبرت أنه من الضروري التذكير ببعض الحقائق التي تدحض ادعاءات السفير المغربي وتكشف الطبيعة الكاذبة لتصريحاته.

 

فيما يتعلق بالصحراء الغربية، أشار السفير المغربي إلى قرار مجلس الأمن RES / 2468 ، الذي قام بتشويه روحه ونصه لتضليل القارئ، عبر استخدام مصطلح “الصحراء المغربية” المزور بدلاً من الاسم الراسخ الذي ورد رسمياً في جميع قرارات الأمم المتحدة وهو الصحراء الغربية. يستخدم اسم “الصحراء الغربية” عمومًا في جميع أعمال وقرارات المنظمات الدولية بما في ذلك القرار RES / 2468.

 

إن حق تقرير المصير الذي يتمتع به شعب الصحراء الغربية والذي تجنب السفير المغربي ذكره أو الإشارة إليه، حق مكرس في نص القرار RES / 2468. هذا الحق الذي تتمتع به كل الشعوب الواقعة تحت الحكم الاستعماري، حق ثابت ومؤسس لا يمكن تجاهله، وهو القاعدة التي ترتكز عليها عملية البحث عن حل لهذا النزاع.

 

إن ادعاء السفير المغربي بأن مجلس الأمن تبنى مقترح الحكم الذاتي المغربي، واستثنى أي مقترح آخر هي مجرد كذبة فاضحة، لأن قرارات الأمم المتحدة تنص أيضا على الحل المقترح المقدم من البوليساريو.

 

وفي محاولة لخداع القارئ يصف سفير المغرب بفظاظة البوليساريو بـ “الجماعة المسلحة”، في حين يعتبرها المجتمع الدولي ممثلاً شرعيًا لشعب الصحراء الغربية.

 

الجزائر مثلها مثل موريتانيا شاركت كبلد جار في موائد مستديرة نظمتها الأمم المتحدة بين طرفي النزاع المغرب وجبهة البوليساريو، وعلى هذا الأساس، فإن تصنيف الجزائر كطرف من أطراف النزاع هو اختصار سهل يستخدمه السفير المغربي لتشويه الواقع.

 

النوايا الشريرة للسفير المغربي تتضح بشكل جلي في اتهامه الجزائر باختلاس المساعدة الإنسانية المقدمة من الاتحاد الأوروبي والموجهة للاجئين من الصحراء الغربية، مستشهداً بتقرير للمكتب الأوروبي لمكافحة الاحتيال منذ عام 2015، والذي تم تعليقه بسبب عدم وجود أساس له.

 

ولا يذكر السفير المغربي أن مشروع القرار الذي ذكره بدأ من قبل عدد قليل من البرلمانيين الأوروبيين من اليمين المتطرف بقيادة عضو في الجبهة الوطنية الفرنسية المعروف بكراهيته للجزائر.

 

كما أنه لا يذكر أن المسؤولين الأوروبيين عن المساعدة الإنسانية رفضوا رفضًا تامًا هذه الاتهامات. علاوة على ذلك لم تبلغ أي من المنظمات الإنسانية الدولية الستين أو ما يقرب من ذلك العاملة في المخيمات، عن حالات اختلاس مزعومة التي توجد فقط في عقول مبدعي هذه الخدعة العظيمة.

 

بالنسبة لاتهامات انتهاكات حقوق الإنسان في مخيمات اللاجئين بتندوف، أود أن أذكركم بأن سكان المخيمات فروا من بطش وهمجية الاحتلال العسكري المغربي المتواصل لأرضهم. علاوة على ذلك فإن المغرب هو الذي يعرقل عمل بعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية ويعارض توسيع ولايتها لحماية حقوق الإنسان.

 

إن مخيمات اللاجئين الصحراويين في الجزائر مفتوحة لمنظمات حقوق الإنسان وكذلك وسائل الإعلام الدولية، في حين أن الأراضي المحتلة من الصحراء الغربية مغلقة منذ فترة طويلة أمامهم. فقط النشطاء الصحراويين مثل أمينتو حيدار “غاندي الصحراء الغربية” الحائزة على جائزة نوبل البديلة لعام 2019، هم من تمكنوا من كسر الحصار، وأخذ زمام المبادرة على حساب حياتهم لإبلاغ العالم بانتهاكات حقوق الإنسان التي يرتكبها الاحتلال المغربي ضد شعب الصحراء الغربية في الأراضي المحتلة.

 

إن الخداع والتضليل الكبير الذي يحاول سفير المغرب نشره في صربيا، هو نية مبيتة تم نسجها بوعي تام لربط قضية كوسوفو بقضية الصحراء الغربية.

 

يستغل المغرب كل فرصة للتأكيد على “تنسيق المواقف بين المغرب وصربيا حول مبدأ احترام السلامة الإقليمية للدول”، داعيا صربيا بموجب هذه العباءة لقبول ضم المغرب للصحراء الغربية. يعرف طالب قانون دولي في السنة الأولى أن مفهوم السلامة الإقليمية مرتبط بحدود معترف بها دوليًا. ومع ذلك فإن حدود المغرب المعترف بها دوليًا لا تشمل الصحراء الغربية، في حين أن كوسوفو جزء لا يتجزأ من صربيا. يكفي النظر إلى الخريطة السياسية لدول العالم في أي كتاب مدرسي لفهم هذا الاحتيال.

 

من المحزن أن نرى سفير المغرب يستخدم أعمدة صحيفة يومية صربية من أجل تمرير كراهية الإعلام المغربي نحو الجزائر إلى بلد صديق.

 

ومع ذلك أنا مقتنع بأن القارئ الصربي نفسه، الذي ما تزال عاصمته بلغراد تعد بالنسبة للشعوب الأفريقية واحدة من رموز وقلاع الكفاح ضد الاستعمار، سيلاحظ بلا شك سخافة تصريحات السفير المغربي.

 

على كل حال فإن حملة الدعاية هذه مهما كانت خبيثة، فإن تصريحات السفير المغربي في بلغراد لن تقود الجزائر إلى تغيير معتقداتها، أو إنكار الصداقة العميقة التي يكنها الشعب الجزائري للشعب المغربي الشقيق، الذي يتشارك معه أكثر من مجرد الحدود، بل تاريخ ومصير مشترك.

 

ترجمة قسم الأبحاث والدراسات التابع لهيئة تحرير موقع البورتال ديبلوماتيك.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق