صحف عالمية

“الهدية المسمومة” من الملك محمد السادس للجزائر (الشروق الجزائرية)

طاهر فطاني ـ صحفي

وصف مصدر مطلع على ملف العلاقات الجزائرية المغربية، الدعوة التي وجهها الملك المغربي محمد السادس للجزائر من أجل فتح حوار “شفاف و مباشر” بين البلدين، بمناورة جديدة تندرج ضمن الحملات الإعلامية المغرضة للمخزن والتي يريد، من خلالها، العاهل المغربي أن “يشيطن الجزائر” ويقحمها في ملف الصحراء الغربية.

الخرجة الإعلامية غير المتوقعة للملك محمد السادس، تأتي أسابيع قبل بداية المفاوضات بين المغرب وجبهة البوليساريو المزمع انعقادها في العاصمة السويسرية جنيف بداية شهر ديسمبر المقبل.

“المغرب يحاول بكل الطرق إقحام الجزائر في ملف الصحراء الغربية، في حين تعتبر الجزائر ملف الصحراء قضية مبرمجة في الأمم المتحدة والجزائر ليست طرفا في النزاع “، يضيف المصدر، الذي يؤكد دائما على أن المغرب هو الذي يعرقل فتح “حوار شفاف ومباشر” بعيدا عن ملف الصحراء الغربية.

من جهة أخرى، يؤكد المتتبعون للشأن الدبلوماسي أن سوء نية العاهل المغربي تتجلى في تجنبه المرور عبر القنوات الدبلوماسية المعمول بها، حيث لم تتلق سفارتنا بالمغرب، إلى حد كتابة هذه الأسطر، أي اتصال رسمي من الخارجية المغربية بخصوص “المبادرة” التي جاءت في خطاب لعاهل المغربي.
يذكر أن نية إعادة العلاقات الثنائية إلى إطارها العادي، موقف تبنته الجزائر التي كانت سباقة في دعوة المغرب إلى ضرورة فتح قنوات الحوار.

في سنة 2005، قامت المملكة المغربية بإلغاء الزيارة التي كانت مبرمجة لرئيس الحكومة آنذاك أحمد أويحي إلى المغرب، وذلك 24 ساعة قبل الإمضاء على أشغال اللجان الجزائرية-المغربية التي كانت تعمل على عدة ملفات تهدف إلى إعادة الدفء للعلاقات الثنائية.

الحكومة المغربية قامت بإلغاء الزيارة، من جانب واحد، ولم تتصل حتى بالحكومة الجزائرية لإعلامها بإلغاء الزيارة مكتفية بخبر نشرته الوكالة المغربية الرسمية، مفاده أن المملكة تعلن عن إلغاء زيارة رئيس الحكومة الجزائرية أحمد أويحي إلى المملكة، لأن “الظرف غير ملائم”، رسالة وصفتها الجزائر بغير دبلوماسية علما أن المغرب لم يقدم لحد الآن، أي تفسيرات ولم يعتذر رسميا عن قرار إلغاء الزيارة.

سيناريو مماثل حدث سنة 2012، حيث استضافت الجزائر وزير الخارجية المغربي سعد الدين العثماني، الذي جاء برسالة تحمل نفس خطاب ملك المغرب من أجل “تقوية العلاقات الثنائية”، الأمر الذي وافقت عليه الجزائر بشرط وقف الحملات الإعلامية على الجزائر ووقف تدفق المخدرات من الحدود المغربية وتسوية كل الملفات العالقة، والموافقة على تبادل زيارات عالية المستوى..

قبل أن تأتي حادثة الاعتداء على القنصلية الجزائرية بالدار البيضاء وتدنيس العلم الجزائري والتي لم يعتذر عليها الجانب المغربي، وأكثر من ذلك أدانت العدالة المغربية الشاب الذي قام بحرق العلم الوطني بغرامة مالية لا تتجاوز 200 درهم أي 3000 دج.

على ضوء هذه المعطيات، يرى العارفون بالشأن الدبلوماسي أن الجزائر تدعم ضرورة إعادة الدفىء للعلاقات بين الدولتين الشقيقتين بمعزل عن قضية الصحراء الغربية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق