كتاب وآراء

الاتجاه الصحيح: الى أين تتجه الجزائر والمغرب؟

حمدي حمودي 

تتجه الأمور في الجزائر كل يوم الى استقلال القرار الجماهيري وتحكم موجة قوة المصلحة العامة، أو قل التوجه العام للشعب الجزائري الى التحكم في استقلال موارده الطبيعية، وذلك بإبعاد وتهميش بل ومحاسبة ومساءلة من سبب ويسبب وسيسبب في استغلال تلك الموارد البشرية والمادية في الاتجاه الذي لا يخدم عامة الشعب الجزائري او بكلمة أخرى يخدم فقط فئة أو ثلة، عائلات وأفرادا وقد أطلق عليها كلمة “عصابات”.
وقد تركت الأمور لجهاز القضاء الجزائري كي يضع المساطر القانونية التي تبرئ أو تجرم، دون تدخل اللهم الا من خلال حمايته من أي قوى مؤثرة ضاغطة أو شادة أو غيرهما، وتوفير كل الإمكانيات المعنوية والمادية الكافية لتسهيل وتيسير عمله التقني والعلمي.
وفي كل يوم تزداد فيه اتساع دائرة المحاسبة من خلال قوة القانون يزداد الرصيد المعنوي للشعب الجزائري وتتضح الرؤية أكثر ويكتشف الانسان الجزائري حجم التدخل الفرنسي خاصة في تحريك دواليب الدولة الجزائرية.
وكان القرار التاريخي في استبدال اللغة الفرنسية باللغة الإنكليزية في المدارس الجزائرية، هو الرد الأول في الاتجاه الصحيح، لاقتلاع واستئصال السرطان الفرنسي من الجسم الجزائري الموبوء.
اللغة تلك التي تعنى الثقافة بالدرجة الأولى، فبقاء وتأصيل اللغة العربية ومدها بلغة التقنيات الحديثة “الإنكليزية” اللغة العالمية التي فرضتها الدول المتعصبة للغاتها وثقافتها كالصين واليابان والهند كمادة اجبارية في كل مراحل التعليم تلك الدول التي تمثل أكثر من نصف العالم لم يكن حبا بل نتيجة أهميتها في الحاضر والمستقبل.
ولا يمكن اغفال ان اغلب الصفقات الكبرى حسب خبراء جزائريين1 تقام خاصة من دول ناطقة باللغة الإنكليزية بواسطة شركات فرنسية في باريس مما يسبب خسارة ضخمة للاقتصاد الجزائري بسبب تلك الوساطات
الانتهازية، في استغلال بشع للموارد الجزائرية التجارية خاصة.
كما ان الكثير من الطاقات الجزائرية من أطباء ومهندسين وخبراء وغيرهم أصبحوا يتكونون في الجزائر ليصيروا جزءا من السوق الفرنسي، لتصير الجزائر الدجاجة التي تبيض الذهب للمالك الفرنسي.
ان الجزائر تتجه الى الحرية والاستقلال الحقيقي تغيير سلس وذكي ومبهر،
نلمس ذلك من خلال الحزن وخيبة الأمل والصمت والمحاصرة الإعلامية الغربية خاصة فرنسا واسبانيا التي كانت شاشاتها فرحة تغني يوميا بأخبار شلالات الدماء ورائحة البارود واضواء المتفجرات والدخان حينما تكون الجزائر متأزمة.
الأمور في الجزائر في الجزائر تسير ببطء لكنه مطلوب كي ترص البناء الديمقراطي بحرفية وقوة وثقة وقناعة وسيكون لذلك بحول الله التأثير الكبير على المحيط العربي والافريقي وحتى العالمي وسيكون الخاسر هي أدوات الاستغلال والاستدمار فرنسا.
كيف سيتم التغيير في المغرب؟ هل هناك إمكانية؟ السؤال البسيط
ما مصير بعض الشبان الذين خرجوا للمطالبة ليس بتغيير النظام بكامله كما في الجزائر وبذكاء وشجاعة ومسؤولية، بل من اجل مستشفى أو مدرسة في الريف المحروم؟
الجواب : انهم خلف القضبان.
ان الجزائري يدافع ليس من اجل لقمة العيش بل أولا من اجل لقمة الكرامة يحارب من اجل قيم الشهداء الذي سقوا بدمائهم الطاهرة ارض الوطن ووضعوا ارواحهم على اكفهم فداء للحرية وليس من اجل شخص او اشخاص او مصالح وطردوا ليس فرنسا فقط بل الحلف الأطلسي برمته تلك الامور التي لا يستسيغها المغربي ولا يفهما ولا يحسها الا الثوار.
ان ذلك التكوين في عظمة الانسان الجزائري وفي دمه يسري.
بينما ينتفض اغلب الشعب المغربي للأسف من اجل ملك فاسد ويقدم البيعة والولاء والركوع المذل، في حين ان هذا الملك يخدم المصالح الغربية والفرنسية اليهودية خاصة في القارة الافريقية وأبسطها عار توريط احتلال أجزاء من ارض الجمهورية الصحراوية شعب جار عربي ومسلم.
كيف ستكون المآلات في التوحد بين ارض الحرية وارض العبودية أنظمة الاستبداد وأنظمة الديمقراطية والمساواة.
انها معادلة صعبة الحل والشعبان يسلكان خطان ليسا متوازيان ابدا، فقد التقيا في الماضي، لكن في الحاضر يتباعدان يوما بعد يوم ولا يمكن ان يلتقيا ما دام كل شعب يخدم هدف بعيد من الآخر.
تتجه الجمهورية الجزائرية الى دولة القانون والدستور والحرية والمحافظة على مؤسسات الشعب وحرية قراره ومحاسبة وقطع أي يد تعبث بماله ويكون الولاء لله أولا ولا عبادة لسواه والكفر بفرنسا واصنامها.
وتتجه المملكة المغربية الى عبادة الملك عبد فرنسا وقزمها في افريقيا.
ويبقى الشعب المغربي الطبقي يئن تحت سوط الظلم والقهر ويتجه نحو المجهول.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق