كتاب وآراء

كفى

بقلم محمد فاضل محمد سالم
لم يهتم أعضاء مجلس الأمن في اجتماعهم يوم الخميس الماضي برسائل الإستعطاف و بيانات الإستجداء ونداءات التوسل و ملتمسات المناشدة التي دأبت جبهة البوليساريو منذ زمن على إنتهاجها كطريقة تراها مثلى للتعامل مع هذه الهيئة الأممية بل تقليدا دبلوماسيا في التعامل مع المجتمع الدولي يبدأ بالتهديد و التلويح بالقطيعة و ينتهي بالإستسلام و الإستعداد للتعامل دون شرط ولاقيد، حتى أصبح العدو يستهزيء بنا ويُزكي ما يُروج له في السر و العلن بأن البوليساريو تقول و لا تستطيع أن تفعل.
لقد تجاهل مجلس الأمن الدولي الرسائل الموجهة اليه من طرف الجبهة إن لم تكن جميع هذه الرسائل وجدت طريقها الى سلة المهملات بكل ازدراء و استخفاف حيث لم يهتم ليس فقط بمطالب جبهة البوليساريو في جزر المغرب عن تحديه للقانون الدولي بل الأخطر لم يبد المجلس أي إشارة في دعم ما يسمى بعملية السلام في الصحراء الغربية. من هنا ألا يحق للمرء أن يتسائل ما الفائدة في التباكي على التعجيل بتعيين مبعوث خاص، و كأن الذين عُينوا من قبل حققوا شيئا يذكر؟
الى متى يبقى الشعب الصحراوي مُدجن ، مُنوّم و مُخذر بحقن الإنتظار ثم الإنتظار حتى يجود عليه المجتمع الدولي بالإستقلال، الشيء الذي لن يتم ولو طلعت الشمس من الغرب؟
وقد يُطرح سؤال ملح آخر لماذا جبهة البوليساريو لم تُفَعِل قرار المؤتمر الشعبي العام الخامس عشر بشأن التعامل مع منظمة الأمم المتحدة؟ الا يكفي ماحصدناه من فشل في التعامل مع هذه المنظمة على امتداد 29 عاما منذ أن سَلّمنا لها رقابنا سنة1991 :
– المينورسو تحولت من بعثة أممية لتنظيم الإستفتاء الى قوة أممية لحفظ السلام أي مراقبة وقف إطلاق النارو بالتالي تُشكل خط أمامي لحماية الإحتلال.
– الدوس على الإتفاق العسكري رقم 1 و اختراقه بفتح ممر الكركرات و حمايته أمميا.
– منع المبعوث الخاص للأمين العام وأيضا القائد العسكري لقوات المينرسو من مقابلة السلطات الصحراوية في المناطق المحررة و التي سبق و أن استقبلا فيها.
– ختم جوازات السفرلعناصر البعثة الأممية بالصحراء المغربية
– أكثر من ذلك محاولة الحد من تحرك الجبهة في المناطق المحررة و منع إقامة فيها أي منشأة أو غيرها
– إعادة عهدة المينورسو الى سابق عهدها أي عام بعدما دفع بها السيد كوهلر الى أن تكون ستة اشهر فقط.
– بدخول شهر ماي يكون قد مرت سنة كامل على إقالة المبعوث الخاص السيد كوهلر دون العناء في البحث عن بديل آخر و لو يكون “البدل أعور”
بعد كل هذا لماذا “التأسف العميق” الذي جاء في بيان الجبهة ليوم أمس على جلسة مغلقة لمجلس الأمن أقل مايقال عنها أنها إهانة أخرى للشعب الصحراوي و احتقارللثقة التي مازلت جبهة البوليساريو لوحدها، تعلقها على المجتمع الدولي.
الإجتماع المذكور لمجلس الأمن لم يهتم بموضوع حقوق الإنسان في الصحراء الغربية و لا بالنداءات التي وجهتها أكثر من جهة حقوقية لإطلاق صراح المعتقلين الصحراويين خاصة أمام جائحة كورونا. كما لم يتطرق لنهب الثروات الطبيعية والإستنزاف المتواصل لخيرات الإقليم.
أما عن موضوع فتح القنصليات في العيون و الداخلة فهذا لا يعني المجلس و كأن ذلك ليس خرقا للقانون الدولي بل حتى لمأمورية المينورسو التي أصبحت تزاحمها بعثات دبلوماسية دولية في الأقليم!!؟
حان للصحراويين ان يقولوا كفى و حان لجبهة البوليساريو أن تُفعل قرار مؤتمر الشهيد البوخاري أحمد قبل أن يُطلب منها نزع السلاح و تفكيك الجيش و يُطلب من الصحراويين معرفة من يشمله حق العودة و من لا يشمله. خذوا الدرس من الفلسطينيين الذين قيدتهم اتفاقية “اصلو” و اصبحوا عندما يحاولون مكافحة العدو الصهيوني يقال لهم كفاحكم غير أخلاقي و عليكم فقط ان تقبلو بالأمر الواقع او تبقوا لاجئين في أرضكم او خارجها الى يوم تبعثون.
لقد حان الوقت لأن نقول بملئ افواهنا كفى.
بقلم: محمد فاضل محمد سالم.
.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق