كتاب وآراء

كيف خدم ترامب والمغرب القضية الصحراوية من حيث لا يدرون؟

بقلم البشير محمد لحسن

1- إن تصرفات ترامب وقراراته تشبه حد التطابق رقصات الديك المذبوح الذي يصارع الموت، وهو ما يعني أن قرار ترامب في هذا الوقت لا قيمة له سواءً قانونياً أو سياسياً، لأن هذه الإدارة منتهية العهدة وكان يُفترض أن تترك هذا القرار للإدارة الجديدة التي ستستلم الحكم في 20 يناير.
2- من خلال صيغة إخراج القرار، يظهر أنه طُبخ على عجل وأن بعض بلدان الخليج النفطية هي من تقف خلف هذا القرار، حيث استغلت آخر أيام ترامب لتوريط المغرب في مسلسل التطبيع من أجل حصوله على دعم إدارة في أيامها الأخيرة.
3- أضحت القضية الصحراوية في نفس الفضاء الذي تتواجد فيه القضية الفلسطينية، أي أن الشعبان ضحايا تآمر بعض الدول العربية المهرولة للتطبيع على حساب مبادئ وقيم أجمعت البلدان على احترامها، وبهذه الخطوة، تصبح الصحراء الغربية وفلسطين في خندق واحد.
4- من أجل الحصول على دعم ولو رمزي أو سياسي، فإن المغرب مستعد للتطبيع حتى مع إسرائيل التي لا تزال تحتل أراضي الشعب الفلسطيني، وللمفارقة أن ملك المغرب هو من يترأس لجنة القدس والمفارقة المبكية المضحكة هو أن الحكومة المغربية الحالية يرأسها حزب إسلامي ينتمي لتيار الإخوان المسلمين الذي يُفترض أنه يناهض التطبيع، وبهذا التطبيع يرتكب حزب العدالة والتنمية خيانة لمعكسر مناهضة التطبيع. وننتظر أن يخرج الحزب ببيان ينأى بنفسه عن هذا القرار، وإلا فكيف سيقنع قواعده ومصوتيه والأحزاب الإسلامية الأخرى ببقائه في حكومة مطبعة مع إسرائيل؟
5- لن تغير تغريدة ترامب من واقع الأمر أي شيء، فلولا ضغط جيش التحرير الشعبي الصحراوي بعملياته اليومية لما استعجل المغرب ومن خلفه الإمارات في التطبيع مع إسرائيل.
6- كما لم يؤثر قرار ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل وحتى نقل سفارة بلاده على شرعية كفاح الشعب الفلسطيني وعدالة قضيته، لن ينال كذلك هذا القرار قيد أنملة على شرعية كفاح الشعب الصحراوي ومسيرته التحريرية.
7- لا قيمة لتصريحات ترامب ولا قراراته لأنه خارج بعد شهر تقريباً، والرهان اليوم هو على بنادق مقاتلي جيش التحرير الذين سينجحون في تغيير المعادلة على الأرض، بينما سيظل قرار ترامب مجرد حبر على ورق.
8- حسب دراسة إسرائيلية حديثة، فإن 90% من الخطاب العربي على وسائل التواصل الاجتماعي هو مناهض للتطبيع ولإسرائيل، وهو ما يعني أن معكسر رفض بيع القضية الفلسطينية يشكل أغلبية الرأي العام العربي، واليوم تنضم القضية الصحراوية إلى هذا المعسكر ليتخندق المغرب، كما كان متوقعاً، إلى جانب إسرائيل كمحتلين لأراضي شعبين مقاومين.
9- يوضع الشعب المغربي اليوم والرافصون للتطبيع في المغرب أمام اختبار حقيقي، حيث ننتظر إعلان الأحزاب السياسية المغربية مواقفها والمجتمع المدني، هذا إن كانوا فعلاً يؤيدون الحق الفلسطيني.
10- من دون شك أن الجزائر ستجد نفسها اليوم مستهدفة بعد تواجد إسرائيل على حدودها الغربية، وهو ما يعني أنه يتعين على شعوب وحكومات المغرب العربي تكثيف التنسيق فيما بينها لضمان أمنها والحفاظ عليه.
11- المغرب ليست له حدود مع إسرائيل ولم يخض أي حروب معها، وهو ما يعني أن التطبيع يأتي كمقابل لحصوله على دعم لاحتلاله الصحراء الغربية، لكن هذا القرار يأتي متأخراً، لأن الشعب الصحراوي قد اتخذ قراره وقرر أخذ حقه بيده.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق