التحايل بالعبارات والقفز على أحكام العدالة.
“العقد شريعة المتعاقدين” هذه العبارة تكون صحيحة عندما يكون محل العقد مشروعا ، أما إذا كان غير ذلك فإن ما بني على باطل فهو باطل .
بهذه العبارة تحاول المفوضية الأوروبية التحايل على حكم محكمة العدل الأوروبية القاضي بعدم شرعية الإتفاقيات المبرمة بين الإتحاد الأوروبي والمغرب والتي محلها ثروات الصحراء الغربية ، ورغم يقين هذه المفوضية التي أعمتها المصالح بأن المغرب لايمتلك أي سيادة على الصحراء الغربية وأن قرارات الشرعية الدولية تثبت ذلك ، إلا أنها قررت أن تمضي في إتجاه الظلم بغض النظر عن أي شئ آخر .
الإحتلال المغربي الذي يحاول إيهام الرأي العام العالمي وعدم الإمتثال لأحكام العدالة كعادته ، تنكر بدوره لقرار محكمة العدل الأوروبية وقال بأنه لا يعنيه في شئ ، متناسيا ضلوعه في الإتفاقيات الباطلة التي أبرمها على أساس “أباش باع السارق أربح”
صدمة قرار محكمة العدل الأوروبية كشف بما لا يدع مجالا للشك كذب المغرب وتواطؤ المفوضية الأوروبية ، الذين تعاملا في ثروات شعب لا ناقة لهما فيها ولا جمل ، بل ولا سلطة شرعية لهما على بلده ، وبالتالي فهما شريكان في السرقة وفي النهب غير المبرر لثروات شعب مظلوم جورا وعدوانا وما زال يناضل من أجل حقه في تقرير المصير الذي تكفله له مواثيق الشرعية الدولية طبقا لقرار اللجنة الرابعة للأمم المتحدة التي صنفت قضية الصحراء الغربية منذ العام 1963 كقضية تصفية إستعمار ، وأكد ذلك الرأي الإستشاري لمحكمة العدل الدولية الصادر في 16 أكتوب 1975 بنفيه لأي سيادة للمغرب والمجموعة الموريتانية على الصحراء الغربية .
اليوم وبعد أن ظهر الحق جليا وزهق الباطل وكان زهوقا ، مازال المغرب دون حياء يحاول يائسا تغطية الشمس بالغربال من خلال إيهام العالم بسيادته المزعومة على الصحراء الغربية، وبأن مقترح الحكم الذاتي الذي ولد ميتا هو الحل الأنسب للنزاع في الصحراء الغربية ، وبالتالي ما زال يحاول إحياء العظام وهي رميم بمساعيه الخائبة والرامية الى جلب التأييد لهذا المقترح من خلال الإبتزاز وشراء الذمم والمواقف لتطبيقه قسريا على الشعب الصحراوي ، وهو ما يتناقض وأسس العدالة الدولية ومعاني الديمقراطية وقيم حقوق الانسان التي بني عليها مخطط السلام الأممي والمتمثل في تنظيم إستفتاء حر عادل ونزيه يقرر من خلاله الصحراويون الإستقلال أو الإنضمام الى المغرب ، وهو ما يرفضه هذا الأخير ليقينه بأن النتائج التي ستترتب عنه في النهاية لن تكون في صالحه ، ولذلك لا ينفك نظام المخزن عن القفز على الشرعية الدولية وهو يعلم أن أوهامه ومغالطاته لن تنجيه من حقيقة التاريخ وقوة البراهين التي يمتلكها الشعب الصحراوي ورائدة كفاحه جبهة البوليساريو على بلاد الساقيةالحمراءوواديالذهب .
بقلم : محمد حسنة الطالب