لقاء خاص

الطالب علي سالم، في أول حوار صريح وجريء :كل من يريد جرنا إلى مستنقعات أخرى سيجد نفسه وحيدا في تلك التخمينات العقيمة …

حاوره من مدريد : ميشان إبراهيم أعلاتي.

الطالب علي سالم، في أول حوار صريح وجريء :

 

*- كل من يريد جرنا إلى مستنقعات أخرى سيجد نفسه وحيدا في تلك التخمينات العقيمة …

*- أكثر ما يؤلمني شخصيًا عندما تأتي هذه الأشكال من الهجمات والشائعات من ابناء بلدنا …

*- هذا ماتلا “أخروجو في اللجوء”، هذا عاد الا خروجو وحدو …

 

حاوره من مدريد : ميشان إبراهيم أعلاتي.

الطالب علي سالم، شاب صحراوي عصامي، إكتسح الساحة الإعلامية بسرعة فائقة، عرف لدى الجميع بمرافعته ودفاعه المستميت عن القضية الصحراوية، حيث إستطاع في ظرف وجيز أن يأسر قلوب الشيوخ والعجائز الصحراويين قبل الشابات والشباب، بفضل قدرته الفائقة على دحض زيف و كذب خصومه عبر مختلف الشاشات، كما إستطاع أن يجوب مختلف العواصم الأوروبية وكذا مقر الأمم المتحدة للمرافعة عن حق الشعب الصحراوي في نيل الحرية و الإستقلال إعتماداً على إمكانياته الخاصة، ولكن هذا النجاح كان لابد أن تواجهه مجموعة من الشكوك و التساؤلات بعضها بريء و بعضها الأخر مخزي، و مجموعة أخرى من العراقيل والمطبات و”المطولات”، وصلت إلى درجة التشويه والتخوين و التخمين، خاصة بعد تزعمه لتنظيم تظاهرة شبانية “مناوئة” للتظاهرة الكلاسيكية بالعاصمة مدريد، و في مسعى للوقوف على الحقيقة الكاملة ومعرفة خلفيات تلك الشائعات، يسعدني أن أستضيف الطالب علي سالم، مؤلف كتاب “رحلة إلى الحرية” .

 

01 – مرحبا بك، وشكرا جزيلا على قبول الدعوة، مع بداية ظهوركم على مستوى الساحة الوطنية، كانت لكم مشاركة نوعية ضمن التظاهرة السنوية المنظمة بالعاصمة مدريد 2022، ولكن تم منعكم من القاء كلمة على المنصة الشرفية في طبعة 2023, بنظرك ماهي الاسباب الحقيقية؟ .

 

‏السلام عليكم ورحمة الله شكرا على الاستضافة.

كل عملي المتواضع فيما يتعلق بقضيتنا الوطنية هو في إطار أن أكون وسيلة تبادر بطريقة متواضعة في إطار دفع القضية الوطنية، وأعتقد أن الدخول في تحليل مثل هذه المواضيع لا يفيد القضية بشيء، وشخصنة المواضيع وإسقاط قضية اكبر منا كلنا على شخص انطلاقا من الأنانية أو حب الترويج للذات ليس من طبيعتي ولا من مبادئي ولا أعتقد على أنه يستطيع أن يفيد القضية، لذلك أريد أن تحفظ عن الإجابة على هذا السؤال.

 

‏‎02 – طيب، من حقك التحفظ طبعا، ولكن أيام بعد ذلك، خرجت في رسالة صوتية موجهة للرأي العام الوطني وقد إستمعت لها شخصيا، وكان من الملاحظ أنها كانت أقرب للتغطية على ما حدث بدل توضيح الحقائق و الوقائع، ما رأيك؟.

 

‏أنا شاب صحراوي أقيم في إسبانيا وأعمل بطريقة مستقلة تماما في إطار محاولة دخ كل مجهودي ووقتي ومالي وصحتي في المبادرة بطريقة متواضعة في إطار القضية الوطنية الصحراوية انطلاقاً من قناعة ثورية، وكما قلت سابقا، أن الرجوع إلى تحليل مواضيع مثل هذه أو الدخول في صراعات داخلية أو الدخول في صراع مع اي طرف داعم للقضية، أعتقد أنه بعيد كل البعد عن هدفي وعن ما تحتاجه القضية الوطنية الان.

عندي قناعة راسخة وثابتة على أنه العدو اسمه الاحتلال المغربي وكل ما هو دون ذلك لن تجد الطالب على سالم طرفا فيه، جهودي المتواضعة ستذهب في العمل من أجل القضية الوطنية انطلاقا من الفكر الثوري الصحراوي والقناعة الصادقة بأن جبهة البوليساريو هي الممثل الشرعي الوحيد للشعب الصحراوي، وكل من يريد جرنا إلى مستنقعات أخرى سيجد نفسه وحيدا في تلك التخمينات العقيمة.

‏وكما يقول المثل الحساني “ماني گابظ ال حد زر الشاريا اف ذاك”.

 

‏‎03 – جميل جدا، ولو أنك لم تجيب عن سؤالي بسبب تحفظك، لكن ورغم كل ما حدث ظهرت يوم السبت الماضي في مظاهرة، يمكن القول بأنها مناوئة للتظاهرة الكلاسيكية، فلماذا تم تنظيم هذه التظاهرة في بالعاصمة مدريد وفي نفس اليوم؟، وما هي الأهداف المرجوة منها؟.

 

منذ عام 2022، لاحظنا أن سياسة الحزب الاشتراكي الإسباني بقيادة الرئيس بيدرو سانشيز أحدثت تغييرا منهجيا، فبالإضافة إلى كونه حزبا مؤيدا للمغرب، فقد رأينا أنه يروج لسياسة مناهضة للصحراويين وقضيتهم، والقائمة طويلة ولكن يمكننا أن نذكر ليس فقط تغير موقف بيدرو سانشيز الداعم لما يسمى بـ “خطة الحكم الذاتي المغربي”، ولكننا رأينا أن شخصيات كبيرة من هذا الحزب، مثل الرئيس السابق ثاباتيرو، بدأت في دعم مجموعة تسمى “صحراويون من أجل السلام” بتمويلها والمشاركة في مؤتمرها الأول في جزر الكناري، ورأينا أن أعضاء البرلمان الأوروبي من هذا الحزب، مثل أغيلار، بدأوا في التعبئة داخل البرلمان الأوروبي لدعم الاطروحات المغربية في الصحراء الغربية، ورأينا أن وزير الداخلية لهذا الحزب بدأ في رفض اللجوء السياسي للكثير من الصحراويين، كما أغلقوا جميع مكاتب تقديم طلبات عديمي الجنسية “اباتريدا” حيث يمكن للصحراويين تسوية وضعهم، ورأينا أن هذه الحكومة تشن حرب حقيقية ضد القضية الصحراوية وضد الإنسان الصحراوي، ولهذا السبب قرر العديد من الشباب الصحراوي في إسبانيا أن الوقت قد حان للقيام بشيء ما، وهو رد فعل شعبي مخالف ومدين لهذه السياسات التي ينتهجها الحزب الاشتراكي ورفضاً لكل هذه التصرفات الخطيرة التي يقوم بها هذا الحزب ضد قضيتنا وشعبنا، وعليه وانطلاقاً من هذه القاعدة بدأنا بالتحضير لهذه الوقفة.

 

وكإجابة على الشق الثاني من سؤالك، فقد استغلينا الدعوة للمظاهرة الكلاسيكية السنوية في مدريد لأننا نعرف أنه في ذلك اليوم سيكون هناك العديد من الحالية الصحراوية في مدريد، لكننا فعلنا ذلك مع احترامنا لتوقيت ومكان المظاهرة الأولى، وأبلغنا جميع الأطراف، سواء التمثيلة الصحراوية  بمدريد والجمعيات الاسبانية، وحددنا كذلك وقتًا مختلفًا لضمان سيرورة ونجاح المظاهرة الأولى والتي أسميتها انت ب “المظاهرة الكلاسيكية “، علاوة على ذلك، في كامل حملتنا الإعلانية لهذا الحدث أمام مقر الحزب الاشتراكي، قمنا بدعوة الجميع لحضور التظاهرتين، نحن لا نسعى للدخول في منافسة او جدال مع أي أحد على الإطلاق، فجميعنا، سواء منظمي المظاهرة الأولى أو منظمي الثانية، نعمل من أجل نفس الهدف، وهو حق الشعب الصحراوي في الاستقلال.

 

‏‎04- طيب، ما هو تقيمك الشخصي للطبعة الأولى لهذه التظاهرة والتي يمكن تسميتها ب”تظاهرة الشباب”؟ وهل هناك نية لمواصلة تنظيم هذه التظاهرة بشكل دوري وسنوي؟.

 

أعتقد أننا حققنا نجاحاً باهراً، خاصة مع العلم أنه في اللحظة الأخيرة أرسل لنا مندوب الحكومة الإسبانية رسالة رسمية يفيد فيها بأن مكان مظاهرتنا قد تم تغييره “لأسباب أمنية” كما قال في رسالته، فمن الواضح أنهم لا يريدون صورة الصحراويين وهم يتظاهرون أمام مقر الحزب الاشتراكي، بالإضافة إلى ذلك، كانت هناك أيضًا أنواع أخرى من الصعوبات المضافة التي لا أريد أن أذكر تفاصيلها، والتي كان الهدف منها إفشال هذه التظاهرة بأي ثمن، ومع ذلك، فقد حققنا هدفنا، وتظاهرنا وأحتجينا بالقرب من مقر الحزب الاشتراكي، بحضور عدد كبير من الشباب ووسائل الإعلام أيضًا، ونحن راضون عن ذلك، لأن الرسالة وصلت، ليس فقط إلى الحزب الاشتراكي الإسباني وبيدرو سانشيز، بل أيضًا وصلت إلى أبعد من ذلك.

 

وبهذه المناسبة، أريد أن أوضح أن هذا ليس عملا من جانب الطالب علي سالم، هذا عمل قام به العديد من الشباب الصحراوي في إسبانيا، وكان سيتم تنفيذه بحضوري أو بدون حضوري، بدعمي أو بدون دعمي، لأن هناك شريحة كبيرة من الشباب الصحراوي يريدون اتخاذ إجراءات مباشرة ضد كل من يتآمر ضد قضيتنا الوطنية، ولذلك يمكنني أن أؤكد لكم أنه ستكون هناك تحركات مستقبلية، معي أو بدوني، لكنني على قناعة بأن الشباب الصحراوي سيواصل دائما المبادرة لصالح الدفاع عن قضيتنا.

 

05 – عطفا على إجابك، هل سيكون تنظيم هذه التظاهرة في نفس تاريخ “التظاهر الكلاسيكية”؟ وهل سيكون هناك تنسيق مستقبلي مع النظام السياسي الصحراوي؟.

 

على المستوى الشخصي، هذا ليس العمل الأول من هذا النوع الذي شاركت فيه، ففي عام 2021 قمنا بتنظيم احتجاج كبير في العاصمة برلين، بالتعاون مع الشباب والجالية الصحراوية في ألمانيا، وفي عام 2022، نظمنا مظاهرة كبيرة أخرى في لندن، بالتعاون مع الشباب والجالية الصحراوية في بريطانيا، والآن نقوم بهذا العمل في مدريد بالتعاون مع الشباب والجالية الصحراوية في إسبانيا، وأنا مقتنع بأنه سيكون هناك المزيد من الأعمال والمبادرات الشعبية لأن دورنا كشباب في الشتات هو العمل من أجل إيصال صوت شعبنا إلى أقصى حد ممكن.

 

‏‎06 – الحديث هنا يقودنا للسؤال عن دور النظام السياسي الصحراوي وموقفه من هذه التظاهرة، وقد كان من الواضح أن النظام الصحراوي ومن يمثله غير راضيين عن هذه التظاهرة، والدليل هو عدم حشد وتعبئة ودعوة جمعيات الجالية والمتضامنين الإسبان لهذه التظاهرة؟ ما رأيك؟.

 

– يبتسم ويجيب – أستسمح، ولكن انا لا أتفق معك في هذه النقطة، جبهة البوليساريو هي كل صحراوي، بدءا من السياسي والدبلوماسي والعسكري وصولا إلى المواطن البسيط.

تلقيت أنا والشباب الذين شاركوا في تنظيم هذا الحدث عشرات الرسائل ومكالمات التهنئة والتشجيع على الاستمرار، من جميع شرائح المجتمع الصحراوي، من دبلوماسيين ومقاتلين ومواطنين صحراويين في مخيمات اللاجئين أو في المناطق المحتلة، بالإضافة إلى ذلك، أتيحت لي في هذا الحدث فرصة مقابلة سجناء سياسيين صحراويين سابقين، و مقاتلين، والتقيت كذلك بمجموعة من المناضلين الذين أتوا من جزر الكناري ليشاركوا في هذا الحدث، وجاء آخرون من فرنسا أو ألمانيا، جميعهم صحراويون، وجميعهم جبهة البوليساريو، ونحن نفضل التركيز على هذه التفاصيل وليس غيرها.

 

‏‎07 – طيب، جاوبني وبصراحة بعيدا عن الإجوبة الدبلوماسية، هل تم التنسيق مع مكتب الجبهة بمدريد او مكتب الجالية؟ أو على الأقل تم إشعارهم؟ وماهي ردودهم؟.

 

نعم، لقد تحدثت أنا والرفيق السلمي غيلاني مع ممثل جبهة البوليساريو في مدريد، ومن جهتي أخبرته أننا نستعد لتنظيم هذا الحدث، وأظهر لي كل دعمه، كذلك الرفيق السلمي، أرسل دعوة إلى الممثل الصحراوي في مدريد لحضور الحدث.

 

‏‎08 – جميل، لماذا إذا لم تشارك في التظاهرة الكلاسيكية كمواطن صحراوي دون الرغبة في الظهور أو في القاء كلمة خطابية على قرار جل الجالية الصحراوية؟، وبعد ذلك تشارك في التظاهرة الأخرى؟.

 

– يضحك ثم يجيب – يجب أن أوضح مرة أخرى أن هذه ليست مسألة شخصية، ولا علاقة لها بي كشخص، أنا مجرد مواطن صحراوي بسيط.

 

أنا أعيش في إسبانيا منذ أكثر من 25 عامًا، وقد بدأ اهتمامي بالتحليل السياسي في سن مبكرة جدًا، أعرف السياسة في إسبانيا جيدًا وأعرف أيضا خباياها وكيف تعمل، هناك العديد من الأحزاب اليسارية في إسبانيا التي أظهرت دائما دعمها للشعب الصحراوي، ولكن ما يثير الدهشة حقا هو أنه بمجرد وصولها إلى الحكومة تغير هذه الأحزاب موقفها وتنحاز إلى الطموحات التوسعية المغربية، وفي هذا الجانب فإن حكومة بيدرو سانشيز الحالية لا تتكون فقط من الحزب الاشتراكي، بل من العديد من الأحزاب اليسارية الأخرى التي تدعي الدفاع عن القضية الصحراوية، العديد من قادة هذه الأحزاب، الموجودين في حكومة سانشيز، يأتون ويشاركون في المظاهرة السنوية الكلاسيكية لدعم الشعب الصحراوي، لكن هذا يبدو لي نفاقًا وازدواجية واضحة للمعايير، لأنك تظهر دعمك للشعب الصحراوي في مظاهرة ولكن في نفس الوقت أنت جزء من الحكومة الإسبانية التي تتاجر بالقضية الصحراوية؟.

 

وحتى أكون واضح معك، ففي كل مداخلاتي في وسائل الإعلام الإسبانية، وفي جميع مقالاتي في الصحافة الإسبانية، استنكرت علنًا سياسة المعايير المزدوجة هذه التي تتبعها هذه الأحزاب، لذلك لا يبدو لي منطقيًا أن أكون في مظاهرة وأستمع إلى خطابات رنانة وأصفق لقادة هذه الأحزاب التي اعتبر أنها باعتنا، ولهذا قررت عدم المشاركة في هذه التظاهرة، لكن هذه وجهة نظري الشخصية وقد أكون مخطئا، لكن في المقابل أحب أن أكون دائما صادقا مع نفسي أولا، ومع الناس ثانيا، وأن أكون دوما مخلصًا لما أقول وما أفعل.

 

‏‎09 – لاحظت في أخر منشور لك عبر صفحتك بالفيس بوك، أنك تحدثت عن الصعوبات، و لكن الملفت والمثير هو تحدثك عن ما أسميته في منشورك ب “أهل المصالح و القلوب السوداء”، هل يمكنك التوضيح أكثر ومن هم المقصودين بهذا الوصف؟ .

 

– يضحك ثم يجيب – أعتقد أن أفضل سلاح لدينا كصحراويين، إلى جانب مقاومة شعبنا، هو الوحدة الوطنية، ويؤلمني كثيراً أن يقوم بعض أصحاب النوايا السيئة بمواجهة مثل هذه المبادرات التي يقوم بها الشباب بحماس كبير وجهد شاق، بالرغم من أن هدفهم الأسمى هو الدفاع عن قضيتهم، وأن نرى في المقابل كيف أن البعض يستغل ويستخدم هذه المبادرات البريئة  لنشر وترويج الشائعات وإثارة الشكوك والبلبلة والتساؤلات غير البريئة وغير المبررة، والأدهى هو إثارة النعرات والاعتداء بشكل تعسفي على وحدتنا الوطنية.

 

يجب أن أقول لك اخي المحترم، وأتحدث إليكم بكل صراحة وصدق، أننا على أتم استعداد لمواجهة الاعتداءات والشتائم والتهديدات التي نتلقاها من طرف ابواق العدو المحتل المغربي، ونحن كذلك على استعداد لمواجهة كل الصعوبات والأعمال العدائية التي نتلقاها من طرف الحكومة الإسبانية، لكن أكثر ما يؤلمني شخصيًا أكثر من كل شيء هو عندما تأتي هذه الأشكال من الهجمات والشائعات من ابناء بلدنا، هذا هو أكثر ما يؤلمنا حقا.

 

 

* ـ أسئلة شخصية  :

 

10 ـ من هو قدوتك في الحياة ؟.

ليس لدي قدوة واحد فقط، لدي الكثير، أنا متأثر جدًا بالشهيد الولي مصطفى السيد، متأثر جدًا بأيديولوجيته الثورية، وأفعاله، وطريقته في التحليل، وقدرته الخطابية، ويمكننا أيضًا أن نقول إنني متأثر بالثوريين العظماء من نيلسون مانديلا إلى تشي غيفار و توماس سانكارا، ولكنني أشعر أيضًا بالإعجاب بالشخصيات البارزة في انتفاضتنا مثل أمينتو حيدر و علي سالم التامك، كما أنني أعتبر قدوة لي كل لاجئة تستيقظ كل صباح، وتعد الإفطار لأطفالها، وتذهب لإطعام ماعزها، وتعود إلى خيمتها لإعداد الطعام.

يبدو لي أنها هذه هي أكثر وأكبر تجسيد للمقاومة الصادقة، كذلك أشعر باحترام خاص للمعتقلين السياسيين ولعائلاتهم، ويجب أن أعترف لك أيضًا أنني منذ صغري وأنا من المتابعين والمعجبين المخلصين بسماحة السيد حسن نصر الله رحمه الله.

 

‎و أود أن أقول كذلك وبهذه المناسبة إنني تغذيت كثيراً خاصة على المستوى الفكري ولازلت، من رفيقي وصديقي وأخي الشاب المقاتل الثوري عمر ديديه، الذي رغم أنه بعيد عن الأضواء، إلا أنه بالنسبة لي شخصياً من أكثر الشباب في عصرنا تمكن وحكمة ومعرفة وتعمق في التنظير والفكر الثوري الحقيقي، شاب وكانّه آتى رسول من زمن فات حيث كانت الثورة  ثورة، اليوم تربطني به علاقة وثيقة جدًا، وأحاول أن أتلقى نصيحته وحكمته في كل خطوة أخطوها.

 

11 ـ لمن يقرأ الطالب علي سالم من الكتاب؟.

ربما ومن بين جميع أسئلتك الجريئة، هذا هو السؤال الذي أعجبني أكثر، لأنني من محبي الكتب والقراءة والمطالعة منذ أن كنت مراهقًا، وقد كنت دائمًا أحب أن أكون محاط بالكتب وأقرأ دائمًا.

قرأت للفيلسوف والأستاذ التشيلي كلاوديو نارانخو، والثوري الجزائري فرانز فانون، والنيجيري تشينوا أتشيبي، والجنوب أفريقي بيسي هيد، والعالم الإنساني الأمريكي لانغستون هيوز، والفلسطيني إدوارد سعيد، وقرأت أيضا لمحمود درويش و الإسباني أنطونيو غالا، القائمة طويلة ولا يمكن عدها وحصرها في عجالة.

 

12 ـ طيب، ما  آخر كتاب قرأته ومتى ؟

انتهيت الأسبوع الماضي من رواية بعنوان “كولومينا” لمؤلف صحراوي من المناطق المحتلة، وحاليا أقرأ كتاب “علم النفس المرضي للحياة اليومية” للكاتب العظيم فرويد.

 

13 – كناشط صحراوي، هل تؤمن بالحلول السلمية للقضية الصحراوية؟

طبعا، ولكن أنا أؤمن بالحلول السلمية التي تفرض بالقوة.

 

14 – متى كانت أخر زيارة لك للمخيمات؟ وهل ستزورهم قريبا ومتى؟.

زيارتي الأخيرة للمخيمات كانت في عام 2018، حالياً ليس لدي تاريخ محدد لزيارة للمخيمات.

 

15 – على مستوى الحياة الشخصية، سؤال طريف ظريف من حكايات “أخروجو في اللجوء”، كثير من متابعاتك عبر وسائل التواصل الإجتماعي، يسألن هل الطالب مرتبط ام لا؟.

– يضحك من كل أعماق قلبه ثم يجيب وبلكنة حسانية- هذا عندي عنو ماتلا “أخروجو في اللوجوء”، هذا عاد إلا “أخروجو” وحدو.

 

16 – بعيدا عن “أخروجو” في نهاية هذا الحوار الأخ الطالب، هل من كلمة أخيرة تريد أن تختم بها؟.  

 

كل ما أرجوه هو أن ينير الله قولب الجميع، ويهدي خطواتنا جميعا نحو الطريق الصحيح، طريق الاتحاد وعدم التفرق، والمساهمة من أجل الهدف الواحد وعدم تغذية الصراعات والإبتعاد عن الأنانية والشخصنة، والمبادرة وعدم الهدم، نأمل من الخالق أن يمنحهم التنوير والحكمة حتى يفهموا أننا كلنا نعمل من أجل هدف واحد وهو: صحراء غربية مستقلة وذات سيادة بقيادة الممثل الشرعي والوحيد للشعب الصحراوي، الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب، و شكراً جزيلاً لك على إتاحة هذه الفرصة.

 

*- الشكر موصول لك أخي الكريم، وقد كنت سعيد جدا بمحاورتك وسعيد أكثر بصراحتك، مع تمنياتي لك ولكل الصحراويين بالتوفيق و التألق و النجاح.
مودة وإحترام … محبة وسلام …

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق