أصدقاء القضية

في حوارٍ مع موقع الرابطة: رئيس اللجنة الفلسطينية للتضامن مع الشعب الصحراوي “سِرّ نجاح ثورتكم هو تمسككم بممثل وحيد وأوحد للشعب الصحراوي، حافظوا رفاقي الأعزاء على هذا المكسب”

حاور موقع رابطة الصحفيين الصحراويين بأوروبا رئيس اللجنة الفلسطينية للتضامن مع الشعب الصحراوي، الأخ محمد أحمد ماضي. وقد تطرق المحامي والمناضل الفلسطيني في اللقاء إلى الضغوطات التي يتعرض لها بقطاع غزة من قبل حكومة حماس ، إضافةً إلى بداية تعرفه على القضية الصحراوية ومواضيع أخرى في هذا الحوار الشيق.
أجرى اللقاء بنّة محمد شداد
ـ رابطة الصحفيين: من يكون محمد أحمد ماضي؟
ـ محمد أحمد ماضي : هو مناضل كباقي مناضلي الشعب الفلسطيني ، تعرض لما يتعرض له شعبنا من تعسف وإعتقال من طرف الصهاينة في فترة الشباب لأنشطتي آنذاك، هو كذلك مناضل قدم من خلال الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في أيام عز اليسار ووقت كانت البوصلة العربية تتجه صوب فلسطين وحدها. هذا باختصار وبساطة.
ـ رابطة الصحفيين: كيف تمكنتم من التعرف على القضية الصحراوية؟
هذا الأمر ساهمت فيه عدد من العوامل ، أولها أنني في فترة تواجدي بالسجون الصهوينة كنا نسمع حينها عن نضال البوليساريو وعلاقة الأخيرة بالجبهة الشعبية لتحرير فلسطين التي أنتمي لها، وصراحةً تعرفت في ذلك الوقت على جانب ليس بذاك الشكل الواسع على كفاح الشعب الصحراوي. والعامل الثاني يتمثل في تطور الوقت والطفرة التي عرفتها التكنولوجيا وتواجد منصات مواقع التواصل الإجتماعي ، وبمرور الأيام تعرفت على مناضلين من الأرض المحتلة، وبدأت في سنة 2012 إذا لم تخني الذاكرة قنوات تواصل على مستوى مواقع التواصل الإجتماعي مع رفاق صحراويين أحييهم من منبركم، وتطورت النقاشات ليتأسس ما كان يعرف بمجموعة أصدقاء الجبهتين “جبهة البوليساريو والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين” التي كانت تتابع كفاح الشعب الصحراوي والفلسطيني على صفحة خاصة في الفيسبوك يتابعها آلاف المتابعين ، وتطورنا بعد ذلك لإصدار “مجلة تغريد الفلسطينية الصحراوية” التي إستطعنا من خلال أتصالاتنا إقناع رفاق فلسطينين وصحراويين وآخرين مغاربة من اليسار بالكتابة في المجلة وهو ما نجحنا فيه بالفعل وأُصدر أول عدد بمجهود ذاتي ، وإستمرت التطورات حتى تخمرت الأوضاع للإعلان عن تأسيس اللجنة الفلسطينية للتضامن مع الشعب الصحراوي سنة 2016.
https://www.splsahara.org/ar/wp-content/uploads/2018/05/IMG-20180530-WA0012-1.jpg
ـ رابطة الصحفيين: أثناء ممارستك لانشطتك التضامنية مع القضية الصحراوية بدأت تتعرض لمضايقات مغربية خاصة بعد رفعك للعلم الصحراوي في جموع الغضب ، كيف تتعاطى مع هكذا أفعال؟
ـ محمد أحمد ماضي : أولاً يجب أن نجدد التأكيد أنها ليست المرة الأولى التي نتعرض فيها للتهديد من طرف جهاز المخابرات المغربي بالتعاون مع جهاز الموساد الإسرائيلي ، بل يمكن القول أننا تعودنا أو إكتسبنا مناعة من هرطقة المخزن وأذنابه، فالمخابرات مارست ضغوطات حتى في فترة تأسيس “مجموعة أصدقاء الجبهتين” ولكن لم تكن بهذا الشكل الذي هي عليه الآن، فبعد الإعلان عن تأسيس اللجنة تحركت المخابرات المغربية ولوبياتها وتنظيمات وأفراد تابعين لها وأصبحت اللجنة الفلسطينية لها ملف خاص في أجندات المخزن، ولا نخفي هنا أن المخابرات لجأت للضغط على السلطات في غزة منذ بداية التأسيس وبعد ذلك تهديد عائلتي وأطفالي وبعد ذلك اللجوء للتجسس وتوظيف موظفين وعياشة مرتزقة لتقديم معلومات للرباط ، والعديد العديد من الأمور التي لم تنشر تفاصيلها حتى الآن، وربما قد أقولها لأول مرة للصحافة، فالمخابرات المغربية لاحقت عناصر مناضلة صحراوية لها ارتباطات داخل الأرض المحتلة لملفات متعلقة باللجنة ولازالت تحاول الإيقاع بهم ، والمسألة الأخرى لنا تسجيلات لمكالمات للمخابرات المغربية تحاول فيها تهديدي وستنشر في وقتها المناسب. ثانياً العلم الصحراوي لم يكن حاضرا فقط في مسيرات العودة الكبرى بل هو موجود في مكتبي الخاص وكل زائر له يسأل عن هوية هذا العلم ، ورفعت قبل ذلك أعلام صحراوية إبّان مسيرات النصرة للقدس السنة الماضية، وكان آخر نشاط ما شاهدتم في الإعلام خلال مسيرات العودة الكبرى وفك الحصار التي لازالت فعالياتها مستمرة.
أما عن الشق الثاني من سؤالكم حول كيفية التعاطي مع هذه الظروف أقول أننا نتعامل وفق شروط معينة وبالإعتماد على إمكانياتنا الذاتية. سياسياً بالدرجة الأولى ، ونحاول تسيير الأمور بمرونة كبيرة وحكمة يساهم في صياغتها عدد من المناضلين الأوفياء والأهم عدم التراجع ، ولكن الضروري هو معرفة مكان وتوقيت التحرك لأن الشروط الحالية فيها الكثير من التعقيد ولا نعتقد أن هناك لجنة تضامنية مع الشعب الصحراوي في المشرق العربي تعاني مما نعانيه، ومن هنا ندعو إلى التنسيق مع لجان التضامن العربية لخلق خطوات مشتركة وتعميم إمكانياتنا وتجربتنا لهذه اللجان التي لها مسؤوليات في التعريف بالقضية الصحراوية العادلة.
ـ رابطة الصحفيين: ماهو موقف الشعب والسلطة الفلسطينية في غزة تجاه قضية الشعب الصحراوي؟
ـ محمد أحمد ماضي : سيدي الكريم ، كل من يفهم القضية الصحراوية ويكون له حس إنساني أو تحرري لا بد له أن يقدم موقف جيد من القضية، ولكن هنا تتداخل الكثير من الظروف والعوامل . فالشعوب العربية تعاني من الويلات والحروب والقهر والظلم ، ومشغولة في حل مشاكلها الداخلية، فالمجتمعات العربية وبعض الحكومات ملتهية بهمها الداخلي الذي يتسم بالتعقيد وهذا لا يخفى عليكم ، بالإضافة إلى مسألة هامة أخرى وهي دور الإعلام ، فالظروف المذكورة أعلاه جعلت القضية الصحراوية لا تشكل أولوية في هذا الإعلام المسيس ، فتجد مثلا مواطن فلسطيني أو من جنسية أخرى مطلّع على جانب من تاريخ كفاح الشعب الصحراوي وسمع بالبوليساريو ولكنه غير مطلع على آخر التطورات سوى بعض الأحداث التي تظهر مرة في سنوات ويتناولها الإعلام العربي تجعل المواطن يتابع مرة أخرى ويسمع قضية الصحراء الغربية من جديد ، كالزوبعة الأخيرة التي أطلقها نظام المخزن بالإدعاء أن حزب الله يدعم البوليساريو من خلال سفارة إيران بالجزائر ، هذا الحدث مثلا بفعل تناول الإعلام له عرف المواطن العربي أن القضية لا تزال موجودة بغض النظر عن المفهوم الأساسي في موضوع الخرجة المغربية، هذا هو الواقع الذي تعيشه القضية الصحراوية عربياً بشكل عام وفلسطينياً بشكل خاص.
https://www.splsahara.org/ar/wp-content/uploads/2018/05/IMG-20180530-WA0011.jpg
ـ رابطة الصحفيين: كيف ترى التعاطي الرسمي الفلسطيني مع القضية الصحراوية مستقبلاً؟
ـ محمد أحمد ماضي : على المستوى الرسمي هناك أولويات والإخوة في السلطة مثقلين كثيراً بقضايا الشعب الفلسطيني ، فهناك المصالحة التي لم تعطِ ثماراً حتى الآن كما يتطلع شعبنا، والإمريكيون افتتحوا السفارة الأمريكية بالقدس أمام أنظار العرب الذين طبّع أغلبهم فيما لا زالت الجزائر وسوريا صامدتين في وجه المخططات الصهيونية، والعرب اليوم التفتوا قليلا لحدث نقل السفارة وعادو ليضمدوا جراحهم الداخلية. سيدي السلطة في فلسطين مثقلة، ولا أعتقد أن لها استعداد لتقديم مواقف صريحة من قضايا إقليمية كسوريا واليمن وغيرها من المناطق التي تعرف هي الأخرى نزاعات وحروب كالقضية الكردية وقضية الصحراء الغربية على الأقل في الأفق المتوسط . وأنا هنا لا أقارن بين قضية الشعب الصحراوي والقضية الكردية لسبب بسيط أن الأخيرة غير مدرجة في اللوائح الأممية للأقاليم غير المتمتعة بالحكم الذاتي ولا تناقش في اللجنة الرابعة المهتمة بتصفية الإستعمار ، ولكن أريد أن أعكس لكم أن السلطة الفلسطينية لن تقدم موقف من هذه القضايا المذكورة سالفاً.
ـ رابطة الصحفيين: لكم أنشطة حافلة فيما يخص التعاطي في نصرة القضية الصحراوية. هل تنوون زيارة مخيمات اللاجئين الصحراويين مستقبلاً؟
ـ محمد أحمد ماضي : اللجنة الفلسطينية للتضامن مع الشعب الصحراوي سبق وأن زارت مخيمات اللاجئين الصحراويين للمشاركة في مؤتمر إتحاد عمال الساقية الحمراء ووادي الذهب، وبشكل شخصي سأزور المخيمات في القادم من الوقت إن شاء الله.
ـ رابطة الصحفيين: ماهي الرسالة التي تودون توجيهها للشعب الصحراوي ، كفلسطينيين تقارعون الإحتلال الإسرائيلي منذ عقود؟
ـ محمد أحمد ماضي : أنتهز هذه الفرصة لأعبر بإعجابي بتجربة البوليساريو والشعب الصحراوي ، وسر نجاح ثورتكم هو تمسككم بممثل وحيد وأوحد للشعب الصحراوي ، حافظوا رفاقي الأعزاء على هذا المكسب، ستصلون للهدف بشق طريق واحد متفق عليه من الجميع رغم العوائق و الظروف، ولكن لا بد للإحتلال أن يرحل وإلى زوال ، والنصر الأوحد والأكيد للجمهورية العربية الصحراوية.
ـ رابطة الصحفيين: شكراً جزيلاً لكم الأستاذ محمد أحمد ماضي على هذه المقابلة الشيقة.
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق