كتاب وآراءمقالات

على الصحراويين عدم الخشية من الطبخات 

بسبب حج رؤساء ومسؤولي دول المغرب العربي الى الرياض، بالسعودية يحس الصحراويون بالتوجس..أصبحت لدى الصحراويين حساسية مفرطة من أي تجمعات أو لقاءات، خاصة اذا شاركت فيها دول الجوار  أو على الاقل اثنتان منها. بسبب احباطهم وخيبة أملهم في العالم، أصبح الصحراويون ينظرون الى أي تجمعات على اساس انها مؤامرة ضدهم، او انها طبخة خطيرة موجهة لهم. في الحقيقة، بسبب ما لحقهم من ظلم وجور، من حقهم التخوف والتوجس. لكن مع ذلك هناك معطيات قد تكون غائبة عن معلوماتهم وغائبة عن مثقغيهم وصحفييهم وحتى سياسييهم أو ساستهم. هذه المعطيات هي: انه لا توجد قوة على وجه الأرض تستطيع ان تفرض عليهم حلا لا يقبلونه؛ حليفهم يوجد في أقوى مرحلة من تاريخه، واستطاع ان يتخطى، بمهارة وحنكة، كل المؤامرات التي كانت تستهدفه؛ قد مضى الى غير رجعة عهد طبخ السيناريوهات في الخفاء، والمفاوضات السرية. الجديد الان على مستوى القضية الصحراوية هو الاتي: بالنسبة الجزائر، بعد الكثير من محاولات خداعها وجرها الى مفاوضات للبحث عن الحل، وبعد الكذب عليها سوف لن تُخدع مرة اخرى وتشارك في أي شيء مشبوه تحت اسم وساطة او مبادرة أو أي شيء من هذا القبيل مهما كان الداعي لها. من هذه الناحية لا داعي للخوف من الطبخات. النقطة الثانية المطمئنة هي ان البوليساريو، من جهتها، بعد ان تم خداعها عشرات المرات بمفاوضات سرية في السعودية سنة 1983م وفي البرتغال وفي مالي وفي اماكن أخرى لا نعلمها سوف لن تتفاوض بعد اليوم الا تحت اشراف الامم المتحدة. إذن، لا شيء يدعو للخوف من الطبخات واللقاءات المشبوهة سواء في السعودية أو فوق القمر. السعودية أحرقت اوراقها ومصر أحرقت اوراقها والسينغال احرقت اوراقها والامم المتحدة احرقت اوراقها، والآن لا توجد دولة تتجرأ على القيام بمبادرة او طبخة في قضية الصحراء الغربية، كما لا يتجرأ أي شخص على تحمل مسؤولية المبعوث الشخصي. البيضة انكسرت في يد الأمم المتحدة، والبطاطة الساخنة هي تحت لسانها. الشعب الصحراوي قادر على الضغط بالصمود ولم يعد يعير اهتماما للمطابخ.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق