الاخبارحصاد الاخبار

في الذكرى الرابعة لاستشهاد الزعيم محمد عبد العزيز ، استحضار لمناقب القائد الشهيد

تحل اليوم 31 من ماي 2020 الذكرى الرابعة لاستشهاد الرئيس الصحراوي محمد عبد العزيز ، القائد الفذ الذي كان له الفضل في تدعيم وإرساء أسس الدولة الصحراوية وبناء مؤسساتها، ومواصلة مسيرة كفاح الشعب الصحراوي وذلك من خلال تقوية وحدته ورص صفه.

كان الشهيد محمد عبد العزيز قائدا عسكريا محنكا يدير المعارك ويشرف عليها بكل شجاعة ورزانة وتحكم واقتدار ، قاد الكثير من المعارك ضد قوات الغزو المغربية في شمال الصحراء الغربية وجنوب المغرب ومنها معركة توكات ورأس الخنفرة واريدال والزاك ولمسيد وكل الثكنات والمراكز العسكرية في جنوب المغرب وجرح خلالها مرتين.

شارك الشهيد محمد عبد العزيز بعد استشهاد مفجر الثورة الولي مصطفى السيد بفعالية في المؤتمر الثالث للجبهة مؤتمر الشهيد الولي مصطفى المنعقد في 25 غشت 1976 وكان حينها جريحا، وانتخب عضوا باللجنة التنفيذية وأمينا عاما للجبهة. ومن بين الأولويات التي كان يدعو إليها في المؤتمر وحدة القيادة والشعب والدعوة إلى شن هجمة الشهيد الولي مصطفى السيد.

كان له شرف بناء المؤسسة العسكرية بكل مكوناتها وتشكيلاتها وتحديثها عبر كل مراحل الكفاح والحرص على الإعداد والتكوين المستمر للعنصر البشري من خلال التخطيط والإشراف الميداني على المعارك والتدريب إلى أن أصبح الجيش الصحراوي نموذجا يحتذي في المنطقة وتدرس تجربته القتالية والتنظيمية في الكليات والمدارس الدولية.

كان الشهيد رمزا لمشروع بناء الدولة الصحراوية الديمقراطية العصرية حيث كان حريصا على شمولية البناء لكل مكوناتها حالا ومستقبلا وتكييفها مع المراحل، وكان يولي الأهمية القصوى للتعليم والصحة والعدالة والقانون ويركز في ذلك على ما تمليه التطورات الدولية من فصل السلطات والدور النيابي في الرقابة وضمان الشفافية ونزاهة الانتخابات واحترام حقوق الإنسان وأنشأ الآليات والهيئات التي تضمن ذلك.

عمل الشهيد على توسيع دائرة الاعتراف بالدولة الصحراوية وكان مستميتا في إقناع الأفارقة بانضمام الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية إلى حظيرة منظمة الوحدة الإفريقية وواجه ادعاءات الاحتلال المغربي وأجبره على الانصياع لرغبة الصحراويين ، فكان من بين القادة الأفارقة الذين أسسوا الاتحاد الإفريقي. وأقنع الأفارقة بتشكيل لجنة حكماء من رؤساء دول لإعداد المشروع الذي أصبح يعرف بخطة التسوية المشتركة بين الوحدة الإفريقية والأمم المتحدة والتي وقعها المغرب وجبهة البوليساريو في 30 غشت 1988.

قبل الشهيد بالتفاوض بمراكش وبالرباط وقبل ذلك في الطائف والجزائر والبرتغال لإفشال مناورات الحسن الثاني وحشد الدعم وكل وسائل الضغط لإرغام المغرب على الدخول في مخطط التسوية الأممي الذي دخل حيز التنفيذ في 6 سبتمبر 1991.

عرف كيف يتعامل مع المغرب وضغوط حلفائه لتجاوز العراقيل أمام تحديد الهوية وفرض على المغرب التوقيع على اتفاقيات هيوستن ليقنع العالم فيما بعد بأن المغرب لا يريد الحل السلمي ولا خطة الأمم المتحدة وهو ما اتضح من خلال رفض المغرب لمخطط التسوية ولخطة بيكر فيما بعد.

انتهج الشهيد محمد عبد العزيز في تعامله مع المغرب خطة العزل وتضييق الخناق فنجح في عزله عن إفريقيا وعن أمريكا اللاتينية ونقل الصراع فيما بعد إلى الساحة الأوروبية عن طريق البرلمانات وحركات التضامن الواسعة التي كان يحرص على حضور ملتقياتها السنوية شخصيا ليحول الصراع على الساحة الأوروبية إلى صراع قانوني أنتج قرار محكمة العدل الأوروبية بعدم شرعية نهب ثروات الإقليم واحتلال المغرب للصحراء الغربية.

مع تعثر مخطط التسوية والتأكد من عدم جدية المنتظم الدولي والمغرب في السير في مخطط التسوية  أعلن عن انطلاق انتفاضة الاستقلال المباركة بالأرض المحتلة وحرص على توجيهها والوقوف إلى جانب ضحايا القمع الوحشي المغربي  ومؤازرة والشد على يد المعتقلين والمرافعة عنهم  وكان حريصا على استقباله الشخصي لوفود الأرض المحتلة التي تزور مخيمات العزة والكرامة

كان مفاوضا متميزا مع الأمم المتحدة ونتاج ذلك هو إدخال المغرب في الصراع مؤخرا مع الأمم المتحدة حسب مراحل: المبعوث الشخصي، الممثلة الخاصة، الأمين العام وأخيرا مجلس الأمن.

خلق شبكة واسعة من العلاقات الشخصية خدمة للقضية الوطنية مع رؤساء دول وحكومات برلمانيين و كتاب وصحفيين وفنانين ومبدعين، وفي مقدمتها حرصه على العلاقات المتميزة مع دول الجوار بما فيها مع  الشعب المغربي.

كان الشهيد محمد عبد العزيز، شخصية متميزة في معرفته الدقيقة لكل مكونات المجتمع الصحراوي كهوية وثقافة وتميز وأستحدث في تجربته الناجحة كل الأساليب التي تحظى بقبول كافة الصحراويين. كان شيخا مع الشيوخ وشابا مع الشباب ومثقفا مع المثقفين وإعلاميا مع الإعلاميين وعسكريا مع العسكريين ودبلوماسيا مع الدبلوماسيين متسامحا إلى أبعد الحدود وصبورا إلى درجة الانتقاد من طرف الرفاق لكنه متشددا وصارما في كل ما من شانه المساس بالقضية الوطنية. وكان يعرف قيمة الوقت في مراكمة التجرية ويتسامح مع كل الأخطاء التي تندرج في إطار اكتسابها وتقويتها. كان سريع التكيف مع التطورات الطارئة وكان دائما يرسم خططه لتفادي المفاجأة وبالشكل الذي يضمن تقوية الوحدة الوطنية والدفع بمسار القضية والوطنية وقطع الطريق أمام العدو. كان واسع الصدر عطوفا على الآباء والشخصيات الوطنية وأرامل الشهداء والمعوزين.

عاش بسيطا ومتوضعا ومات بسيطا ومتواضعا ، لكنه عاش عظيما ومات عظيما.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق