كتاب وآراء

الشهيد امحمد خداد، مجد و ذكريات

بقلم: القايد اخليل

ودع الشعب الصحراوي الوفي لابنائه الاوفياء الشهيد امحمد خداد ، ودعه في موكب جنائزي مهيب يليق بمكانة الرجل التي يتمتع بها لدى الشعب الصحراوي، الرجل الذي جمع كل الخصال التي قليلا ما توفرت الا في ثلة من الرجال المؤمنين المخلصين الطيبين اصحاب العهد والوعد والوفاء .
رحلت عنا ايها الرجل الطيب الذي عملنا معك واحتكينا بيك عن قرب ولنا معك مواقف خالدة ستبقى وصية وامانة وعهد للسير على خطاك وطريقك النير المضئ .
اتذكرك ايها الشهيد في زياراتك التفقدية لادارات كنت اعمل بها ، لقد كنت تكتب بخطك يدك في السجلات وترتب الملفات وتصحح الاخطاء بنفسك وكأنك موظفا ولست واليا ، اتذكرك كيف كنت بسيطا متواضعا وانت تشاركنا المداومة الليلة حارسا ، اتذكرك كم من مرة قلت لي يجب ان يكون الاستقبال في خيمتي على غرار باقي المواطنين لانك مواطنا بسيطا قبل ان تكون قياديا ، أتذكر كيف كنت تشارك جماهير ولاية السمارة صنع الياجور وبناء المؤسسات الوطنية وكيف كنت تشاركها حملات النظافة ونقل القمامة في سيارة الولاية ، اتذكر كيف تنقلت وسهرت ايام تحديد الهوية كي لايضيع صوت واحد لصحراوي في ذلك اليوم الموعود ، يوم النصر الذي عبدت الطريق له ورحلت الى دار الخلود تاركا تجربة ناصعة تنير الطريق والمسلك للعبور الى الهدف الأسمى والمقدس الحرية والاستقلال ، واتذكر ، واتذكر ، واتذكر …… ، لقد تركت لنا وصية معناها العهد والوفاء والاخلاص والاستمرارية حتى النصر او الشهادة .
ان من تابع تشييع جنازتك والاف المشييعين الذين حضروا ، وصلوا ، ودعوا لك بالرحمة والخلود رغم خصوصية الظرف واستثنائته ، ليجد نفسه عاجزا عن ايجاد الكلمات والالفاظ التي تبرز تلك المكانة وذلك التقدير ، هكذا يكرم الاوفياء المخلصين وهكذا يتم توديع امثالك من الرجال اللذين سخروا حياتهم خدمة للشعب والوطن وحق فيهم قوله تعالى :
مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلً
، صدق الله العظيم .
رحمك الله وتغمدك بواسع رحمته وجعل قبرك روضة من رياض الجنة .
انا لله وانا اليه
رحمك الله وتغمدك بواسع رحمته وجعل قبرك روضة من رياض الجنة .
انا لله وانا اليه راجعون.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق