لقاء خاص

الداعية السعودي د.سليمان بن عبد الله يؤكد دعمه لقضية الصحراء الغربية.

حوار مع الداعية السعودي د.سليمان بن عبد الله استاذ العقيدة بجامعة ام القرى ورئيس المكتب التعاوني للدعوة والارشاد وتوعية الجاليات بمكة المكرمة، ومشارك في التوجيه والارشاد بالحرم المكي، نستعرض معه موقف علماء الاسلام من قضية الصحراء الغربية والظلم الذ يتعرض له الشعب الصحراوي منذ قرابة اربعة عقود بسبب الاحتلال المغربي، وسبب تقاعس علماء ودعاة الاسلام عن نصرة اخوانهم الصحراويين، وموقف الشريعة الاسلامية من الاموال التي تدعم الاحتلال ومشاريعه الاستيطانية، ودور زياراته المتكررة الى مخيمات اللاجئين في كسر التعتيم الاعلامي والتجاهل العربي والاسلامي لاشقائهم في الصحراء الغربية واسئلة اخرى تجدونها في المقابلة التالية:

حوار مع الداعية السعودي د.سليمان بن عبد الله استاذ العقيدة بجامعة ام القرى ورئيس المكتب التعاوني للدعوة والارشاد وتوعية الجاليات بمكة المكرمة، ومشارك في التوجيه والارشاد بالحرم المكي، نستعرض معه موقف علماء الاسلام من قضية الصحراء الغربية والظلم الذ يتعرض له الشعب الصحراوي منذ قرابة اربعة عقود بسبب الاحتلال المغربي، وسبب تقاعس علماء ودعاة الاسلام عن نصرة اخوانهم الصحراويين، وموقف الشريعة الاسلامية من الاموال التي تدعم الاحتلال ومشاريعه الاستيطانية، ودور زياراته المتكررة الى مخيمات اللاجئين في كسر التعتيم الاعلامي والتجاهل العربي والاسلامي لاشقائهم في الصحراء الغربية واسئلة اخرى تجدونها في المقابلة التالية:

حاوره حمة المهدي

*- فضيلة الشيخ سليمان بن عبد الله مرحبا بكم ضيفا كريما على شبكة الرسالة الاعلامية بالصحراء الغربية:
د.سليمان بن عبد الله: وانا بدوري ارحب بكم واشكر لكم هذا اللقاء الطيب وانشاء الله يكون فيه ثمرات طيبة.

*- فضيلة الشيخ متى اطلعتم على قضية الصحراء الغربية وكيف تعرفتم عليها؟

د.سليمان بن عبد الله: كنت منذ القديم ومنذ عشرات السنين اسمع بقضية الصحراء الغربية ولكنني كنت اسمع فقط بمنظمة البوليساريو وكنت اظن وافهم انها منظمة لا تهتم بقضية اهل الصحراء الغربية، وإنما لها هدف سياسي حتى انه كان لدينا مفهوم ان منظمة البوليساريو تميل الى الفكر الشرقي الذي يسمى بالفكر الشيوعي هذا قديما، واما الان الحمد لله لما اطلعت على قضية الصحراء الغربية وذلك خلال زيارة بعض الحجاج الصحراويين الذين وفدوا الى بيت الله الحرام والتقيت بهم في بيت الله الحرام، ثم بعد ذلك بدأت اتتبع الاخبار حول قضية الصحراء الغربية ووجدت هناك معلومات عند علمائنا القدامى ان هذه المنطقة يطلق عليها اسم واد الذهب وتسمى بالساقية الحمراء وهي من القضايا التاريخية التي تحتاج الى المعرفة والايضاح لان هناك سلسلة ذهبية للمسلمين يجب ان يذكروا بها وتحيا هذه المعلومات التاريخية ونعود الى الواقع بانهم جزء لايتجزاء من العالم الاسلامي .

*- فضيلة الشيخ خلال الزيارات المتتالية لكم الى مخيمات اللاجئين الصحراويين ماهي الصورة التي تشكلت لديكم حول القضية الصحراوية والشعب الصحراوي والواقع الذي يعيشه داخل المخيمات؟

د.سليمان بن عبد الله: لا شك ان هذه المخيمات التي زرتها ووقفت عليها ورأيتها وتحدثت الى القاطنين بها وضحت لي صورة اساسية وهي ان هناك امة مشردة، كيف وقع هذا الظلم؟ وكيف وقع هذا التشريد؟
الظلم وقع والتشريد وقع إبان ضعف المسلمين حين كان الاستعمار متمكن من كل أقطار المسلمين لما سقطت الخلافة الإسلامية، في تركيا والتي كانت في العاصمة اسطنبول ومعنى اسطنبول إسلام كثير، هذه الخلافة التي كانت قوة للمسلمين وتجمع شتات المسلمين جميعا شرقهم وغربهم وجنوبهم كلهم في خلافة تسمى الخلافة العثمانية وهي موروث من الخلافة العباسية والموروث من الخلافة الأموية ثم الموروث من الخلافة الغراء خلافة الخلفاء الراشدين التي اسسها محمد بن عبد الله نبينا ورسولنا عليه افضل الصلاة والتسليم.
حقيقة هذه المخيمات لما زرتها تذكرت الضياع والضعف الذي حصل للمسلمين حينما تشتتوا وتفرقوا حين بدا الغرب والدول الغربية ينهشون في هذا الجسم لما ارادوا بالأمة الاسلامية سوءا فيما اصطلحوا عليه بالرجل المريض وتقاسموا هذا العالم الاسلامي الكبير حتى اصبح مجموعة من المستعمرات، وكانت الصحراء الغربية من نصيب الاستعمار الاسباني الذي استعمر هذا الجزء من بلادنا الاسلامية فترة زمنية ليست بالقصيرة، نهب خيراتها ويلاحظ ان الاستعمار الاسباني لم يخلف لأهل البلد خيرا قط، بخلاف بقية الدول الاستعمارية الاخرى، فترك البلد جراء ليست فيها مواصلات او مدارس او اي شيء ينتفع البلد منه ثم بعد ذلك وقع في الجريمة الشديدة فلما رحل الاستعمار الاسباني قسم الصحراء الغربية الى قسمين قسم سلمه الى موريتانيا وقسم سلمه للمغرب وهذه طبيعة الاستعمار في ان يخلف مرضا وداءا خطيرا في الامة لا تستطيع الامة التخلص منه وتستيقظ إلا بعد فترة زمنية طويلة، هذه القضية حقيقة من قضايانا الاسلامية المتعددة والكثيرة، ولكن الاشكالية في قضية الصحراء الغربية انها غير معروفة، ولا اجازف إذا قلت ان قضية الصحراء الغربية اعلاميا غير معروفة بشكل يجعل المسلمين يعرفونها، وسبحان الله قضية الصحراء الغربية قريبة من بلادنا التي ساد فيها الاسلام ما يقرب من الف سنة والتي تسمى في التاريخ الاسلامي ببلاد الاندلس .

*- إذن ما سبب تقاعس العلماء والدعاة عن نصرة قضية الصحراء الغربية والشعب الصحراوي المظلوم؟

د.سليمان بن عبد الله: السبب الرئيسي ضعف المسلمين ، لا شك ان المسلمين لهم ضعف شديد حتى انهم نسوا كثيرا من القضايا الاسلامية كما اشرت قبل قليل الى قضية المسلمين في الاندلس، من الذي ينادي اليوم بان المسلمين يستردوا بلاد المسلمين الاولى التي ضاعت من بين ايديهم ثم بعد ذلك قضية الصحراء الغربية تبعت هذه القضية فأصبحت قضية الصحراء الغربية غير معروفة وكأنها منسية والواجب على المسلمين في اقل تقدير ان يستحضروا هذه القضايا.

*- تقدم بعض الدول الخليجية اموال لدعم الاحتلال المغربي في الصحراء الغربية وتمويل مشاريع استيطانية هناك ما حكم الشريعة الاسلامية في تلك الاموال ؟

د.سليمان بن عبد الله: لا يجوز في اي حال من الاحوال ان تقدم اموال ولا إعانات إذا كان هناك جانبان جانب مظلوم وجانب ظالم، يجب ان نصحح الوضع وان نزيل المظلمة ثم بعد ذلك نقدم الاعانات، والمساعدات والمسلمين جميعا يجب ان يتعاونوا مع بعضهم، فالمسلم للمسلم كالبنيان يشد بعضه بعضا فيوم من الايام نتمنى ان يكون اخواننا المغاربة وإخواننا الصحراويين اخوة جنبا الى جنب يتعاونون على الخير، فالشرور كثيرة جدا والدول الاستعمارية التي كانت تستعمر الارض بدأت تستعمر بشكل جديد سوأ كان استعمارا فكريا او اقتصاديا او اخلاقيا ، الان بدأت بعض الدول تستخدم اساليب جديدة للاستعمار غير الاساليب الاستعمارية الماضية، والدول الخليجية او الدول العربية لا يجوز ان يساعدوا المغرب على ظلمه، بل الواجب ان يزيلوا المظلمة ويصححوا الوضع وبذلك يكونوا قد ساعدوا بأموالهم المسلمين.

*- بماذا تفسر غياب منظمات الاغاثة الاسلامية عن مد يد العون للاجئين الصحراويين، الذين يعتمدون بشكل اساسي على الدعم الانساني الغربي، وتدركون ماله من اثر على على الاخلاق الاسلامية؟

د.سليمان بن عبد الله: لا شك ان هذا من الامور التي يؤاخذ عليها المسلمون ويعتبر هذا لون من الوان الضعف عند المسلمين انهم لا ينتبهون لحاجة اخوانهم، بلاد الصحراء بلاد قاحلة وبلاد ليس فيها موارد مالية او منتجات وليس فيها ما يسد الرمق والحاجة، فكون اخواننا يبقون رهينين للكفار والنصارى يساعدونهم ويعطفون عليهم كأن هذا نقص عظيم وخطر عظيم بالنسبة للمسلمين لانهم يتخلون عن نصرة اخوانهم.
كيف يسوق لإخواننا ان يشبعوا واخوانهم المسلمين جائعون ومريض ومحتاج ويحتاج الى اللباس ويحتاج الى الغذاء والدواء ويحتاج الى كل امور الحياة، بل انه يحتاج الى ابسط امور الحياة، فلا يجوز بحال من الاحوال ويجب على الهيئات الاسلامية ان تفكر في هذا الامر وان تقف وتحاسب نفسها قبل يوم الحساب الاكبر الهيئات الاسلامية كثيرة في بلاد المسلمين ومتعددة والتجار المسلمين والاغنياء يدعمون هذه الهيئات ولله الحمد والمنة ما اكثر هذه الهيئات في المملكة العربية السعودية وقضية الصحراء حقيقة مسؤولية من طرفين فنحمل الصحراويين مسؤولية التعتيم الواقع على قضيتهم التي تعاني من عدم الظهور والبيان والوضوح من قبل الصحراويين انفسهم، كما ان على المسلمين في اقطار المعمورة والدول الاسلامية والهيئات الاسلامية مسؤولية في ذلك وعليهم ان يتلمسوا حاجات اخوانهم في كل مكان ومن ضمن هذه الحاجات الملحة الشديدة قضية اخواننا في الصحراء الغربية، وهم ولله سمعت منهم كبارا وصغارا ذكورا وإناثا شيبا وشبابا انهم يتمنون ان لا يأخذوا ريالا واحدا من كافر وان يكفهم قرشا واحدا من مسلم.

*- فضيلة الشيخ هذا سؤال توجيهي للائمة الصحراويين الذين كان لهم شرف اللقاء معكم والاستفادة من علمكم خلال المحاضرة التي القيتموها للائمة والقائمين على الشأن الديني، تعج الساحة الاسلامية اليوم بالطوائف والمذاهب الاسلامية كيف يحصن المسلم نفسه من مثل هذه الفتن والانجرار وراء الطائفية والتحزب الديني؟

د.سليمان بن عبد الله: الحمد لله في هذا اليوم اجتمعنا بأئمة المساجد وعددهم والله الحمد ليس بالقليل وتحاورنا وتناقشنا وتحدثنا في اهمية إمامة المسجد ودور إمام المسجد في توعية الناس وتعريفهم بأمور دينهم وتعليمهم امور الشريعة ووجدت ولله الحمد في هذا اللقاء مؤشرات خير وبركة ومن اهمها اننا اجتمعنا والتقينا واصبح ولله الحمد فيه قناعة عند اخواننا ائمة المساجد ان يلتقوا بعد ذلك اقل تقدير في الشهر مرة وإن حصل الاجتماع بينهم في كل الاسبوع مرة ويطرحون في كل مرة قضية من قضايا المسلمين وبالذات من قضاياهم.
وهذا اللقاء الطيب المبارك له ثمراته اللقاء والاجتماع الذي يتحقق فيه إنشاء الله قول الحق تبارك وتعالى (( وتعاونوا على البر والتقوى ..)) ويتحقق فيه قوله تعالى (( واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ..)).
ومن بشائر الخير والحمد لله انهم جميعهم على منهج واحد منهج اهل السنة والجماعة لا يوجد فيهم فرق ولا يوجد فيهم طوائف وهذه نعمة من نعم الله عز وجل نسأل الله عز وجل ان يلهمهم الحق والهدى والرشاد، وان يجنبهم الاختلاف والشقاق والنزاع الذي نهى الله عز وجل عنه وامر بالاعتصام بالكتاب والسنة والتعاون على البر والتقوى وشكر الله لكم وبارك فيكم.

*- ما الدور الذي يجب ان يلعبه الائمة والعلماء في نصرة القضايا العادلة والتعريف بأوضاع الشعوب المظلومة والمعتم عليها اعلاميا كما هو الحال في قضية الصحراء الغربية؟

د.سليمان بن عبد الله: دور كبير ودور عظيم وبالذات العلماء والدعاة والائمة، ائمة المساجد عليهم دور كبير في بيان هذه القضية للناس، العلماء عليهم دور كبير في تلبية حاجة اخواننا المسلمين في الصحراء الغربية، وبالمناسبة عند التأمل والنظر في الشعب الصحراوي تجد انهم مسلمين مئة بالمئة بل إنه مما يسر كل مسلم انهم من اهل السنة والجماعة لا توجد عندهم فرق ضالة ولا توجد عندهم مذاهب متطرفة ولا توجد عندهم افكار سيئة بل إنهم ولله الحمد على منهج اهل السنة والجماعة فيجب على الائمة والدعاة والمفكرين ويجب على المسؤولين في البلاد الاسلامية ان يوضحوا هذا الامر وان يبينوا للناس حاجة اخوانهم في الصحراء الغربية التي هي جزء من وطننا الاسلامي الكبير.

*- من خلال زياراتكم المتكررة الى مخيمات اللاجئين الصحراويين والمناطق المحررة من الصحراء الغربية، وزيارة المؤسسات الصحراوية، ما الدور الذي يمكن ان تلعبه هذه الزيارات في تعريف الشعب السعودي والنخب السعودية من ائمة وعلماء وكتاب واعلاميون ومن خلالهم تعريف الامة الاسلامية بحال الشعب الصحراوي والظلم الفروض عليه؟

د.سليمان بن عبد الله: لا شك ان من علم اصبحت عليه مسؤولية، وانا حقيقة اشعر بأن علي مسؤولية لما علمت وراءيت وعشت ايام وليالي في هذه الصحراء من خلال هذه الزيارات، فيجب على كل شخص مسلم ان يخبر اخوانه واحد يخبر خمسة والخمسة كل واحد منهم يخبر عدد وهذا العدد قد يكون خمسين يخبرون أعداد وهكذا تستمر القضية من خلال المسلمين، ووسائل الاعلام الان متوفرة ولله الحمد كما يجب على اخواننا الصحراويين وقد تيسرت وسائل الاعلام من مسموعة ومقروءة ومكتوبة وسائل متعددة ليس لها حدود او حواجز وهذه نعمة من نعم الله عز وجل ينبغي ان نستثمرها ونستغلها في طرح قضايا اخواننا المسلمين في الصحراء الغربية وفي غيرها من بلاد المسلمين الواسعة، يجب علينا ان نقوم بهذا الدور كما يجب على اخواننا في الصحراء الغربية ان يسيحوا في الارض وان يعرفوا الناس بقضيتهم، ويعرفوا الناس بحاجتهم، فإن هذا خير معين بعد الله عز وجل على تحسن الوضع والتقدم قليلا وبإذن الله نحن واثقون ان الخير كل الخير قادم بإذن الله وان من اراد الخير يوفق له ونطمئن اكثر إذا قراءنا في كتاب الله الكريم: ((والعاقبة للمتقين)) وقول الله عز وجل (( والعاقبة للتقوى)) وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين .

المصدر : موقع الرسالة الصحراوي / وكالة المغرب العربي للأنباء المستقلة .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق