كتاب وآراء

إلى المصطفى محمد محمود : الشهادة ثمن بيع النفوس إلى الله…

لقد رخص واذن الله للذين اخرجوا من ديارهم بغير وجه حق القتال والدفاع عن النفس والعرض والمال… ولقد اشترى منهم انفسهم ووعدهم بالشهادة!!.

إن البقاء ليس اختيارا ولا ترفا بل هو حتمية… لقد فرضت الحرب الثلاثية على الشعب الصحراوي الاعزل القليل العدد، وتكالبت عليه قوى الطغيان، فهل كنت تنتظر منا ان نموت كالخرفان؟! أم نرد الطعنة؟.

يا أستاذ …الشهيد الولي مصطفى السيد، وأشدد على كلمة شهيد، فالشهيد الولي حين ما قام ب ” فعلته ” – أو كما يحلو لك انت ان تسميها – أظنه لم ينقطع عن دراسته الجامعية وهو الشاب اليافع صاحب العشرينيات من عمره، والذي يتقد ذكاء وحيوية وتفوق خارق قل له نظير ليقطع قرابة اربعة آلاف كيلومتر من القفار مهاجما “نوق الشط” لنزوة عابرة أو لعنجهية او لتصرف اخرق صبياني، بل كان حينها ابن الساقية الحمراء البار القائد الملهم الولي مصطفى السيد ” مشروع شهيد ” لأية لحظة شأنه في ذلك شأن كل صحراوي غيور بعد أن تحالف النظام الداداهي مع المخزن في المغرب الاقصى والدولة الاسبانية، المستعمر الاوروبي للصحراء الغربية بعد ان طرده شنيع طردة ابناء الشعب الصحراوي ضاربا نظام المخطار ولد داداه بعرض الحائض كل قيم الاخوة والدين والنخوة ووشائج القربى، وخصال الشهامة والنبل في نجدة المظلوم الملهوف!!!…

القائد الشهيد الولي مصطفى السيد لم يقم بفعلته تلك ويخلف رجاله حاشى وألف حاشى، بل قادهم إلى دك من خانوا شعبه في عقر دارهم وفي حصنهم الحصين، ولقد قال تعالى ” واعتدوا عليهم بمثل ما اعتدوا عليكم”، وأما رجاله لم يفروا كما ادعيت وإن ما كانت جولة وصولة تبعتها معركة نوق الشط الثانية بعام وشهر إلا قليلا … أم انك تناسيت وعلى الظالم تدور الدوائر!!…

ماذا عسانا فاعلين؟!.. نعم لقد فرضت علينا الحرب، وكنا لها اهلا : فمن مات منا فهو الشهيد ومن عاش فهو بكرامته السعيد… أو هكذا وعدنا الله!!.

لقد استشهد الولي مصطفى السيد مقبل غير مدبر، ولا متحصنا ب ” قصره الرئاسي”… كان يقود رجاله قليلي العدد شديدي البأس إلى ذروة المجد وثريا السودد ورد الظلم، ولو لا سلاح الجو الفرنسي الغادر المنطلق من دولة السوء السنغال ماكان الزعيم الشهيد الولي مصطفى السيد ليسقط يومها شهيدا !!..

الشهيد الولي مصطفى السيد القائد الفذ كان يفكر و” يفعل” ولقد قام بفعلته تلك لأنه يؤمن بأنه صاحب حق، وأنه إذا أردت حقك يجب ان تسخى بدمك… هكذا كان شعاره وديدنه.

ولما كانت موريتانيا رخوة إلى تلك الدرجة، وحلقة ضعيفة حسب قولك فلماذا لم يلتمس المخطار ولد داداه عذره، وهو ابو الامة وباني الدولة،؟!.. لماذا جر بلده الوليد إلى اتون حرب غير مقدسة، أو على الاقل كان عليه ان يقود رجاله لمقارعة المغاربة الذين تقاسموا “أرضه” واغتصبوا شطرها الشمالي!!… نعم الشهيد الولي قام بفعلته تلك لكنها من طينة فعل الرجال!!!.

اسأل نفسك أنت وأسأل ربوع وطنك موريتانيا كلها لماذا تم قتل ابناء جلدتك من الموريتانيين وسجن رجالاتها واغتصاب نسائها وتشريد وتهجير الباقي وتجريدهم من املاكهم وفي بعض الحالات إلى يومنا هذا؟!!!!…

ماذا تقول انت  – يا استاذ – عن مئات العائلات الموريتانية المدنية الآمنة في بلدها: في الزويرات واطار وبئر مغرين وفي نواذيبو وغيرها… أرض ابائهم واجدادهم الذين دافعوا عنها وماتوا شهداء امام المستعمر الفرنسي لا لسبب سوى أن لتلك العائلات أقارب واهلون على الضفة الاخرى وفي الخندق الآخر… أي البوليساريو؟!!!!!. لقد كانت عمليات تشفي وتصفية على الهوية !!…

اسأل انت نفسك لماذا كل هذا الترمل و اليتم، وكم الجراحات والعاهات السرمدية؟!… عن عمق الجرح وتغلغل السكين، وعن ماذا جنت براقش على  اهلها؟!!!. ألم يكن الجزاء من صنف العمل؟!..

أسأل انت يامصطفى عن من قاد إلى كل هذا الشق ولماذا وماهي الدواعي غير ارضاء فرنسا التي درس بها وفتن بها كما فتن ب ” فتاتها” التي كانت له زميلة وخليلة في مابعد؟!!!.

ألم يكن الأجدر بك واحفظ ماءا لوجهك، واكثر انتصارا لبني جلدتك الذين قضوا ان ترفع دعوى قضائية – حتى ولو كانت رمزية – ضد من جر بلادك إلى أتون حرب ظالمة خاسرة وغير مقدسة بدل من اسقاط اللؤم على من دفع الظلم عن نفسه، فماهكذا تورد الابل يا استاذ ؟!!!.

اسأل انت نفسك ما حكم الصائل..  هل سيكون شهيدا؟!… ولماذا تقاعست انت عن مواصلة خط ” الشهيد” ولم تكمل طريقه في تحرير “المتبقي من ارضك”؟… وإذا كان كل شبر من ارض الصحراء الغربية مغربيا فماذا كان يفعل جنود ولد داداه هناك؟!… انك ببساطة تهلوس ياصديقي!!!

إن بيع الكلم لمن أقبح الذمم، فعجبا لك كيف تقلب الاشياء وبأي منطق تحكم؟!.. كيف تهاجم رجلين صادقين من ابناء بلدك الغيارى من ذوي المعدن الموريتاني النفيس والطينة الاصيلة وتنعتهما بما ليس فيهما لأنهما فقط قالا قولة حق وصدق..

لا اريد ان انكيء الجرح اكثر من هذا، فأنت لم تختبر الحرب ولا ويلاتها، ولم تتشرد، ولم تعش ولو يوما واحدا  لاجيئا… فالحرب لا يربدها إلا من لا يعرفها، فأحمد الله انك فتحت عينيك وقد وضعت الحرب اوزارها لن احرجك اكثر من من احرجك وجر بلادك إلى إعادة تمثيل قتل قابيل لأخيه هابيل!!!… سلمت وسلم عقلك!!!…

بقلم : لاجيء صحراوي.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق