لقاء خاص

بوديل فاليرو تؤكد : “الحل الوحيد للنزاع في الصحراء الغربية هو تنظيم الإستفتاء” (حوار)

حوار و ترجمة: الصحفي احمد مولاي “الساسي”

1- نبذة مقتضبة عن التاريخ السياسي والانساني لسياسية بوديل فاليرو ؟

_ بوديل فاليرو :  هي سياسية سويدية ومحامية وقيادية في حزب البيئة السويدي “الخضر” وعضو البرلمان السويدي في الفترة ما بين 2006-2014 ، وعضو في برلمان الاتحاد الأوروبي عن حزب الخضر في الفترة ما بين 2014-2019. وتنشط بشكل رئيسي في مجال حقوق الإنسان وحقوق المرأة والسياسة الخارجية، كما أن معظم انشطتها السياسية والمهام التي اسندت اليها تتعلق بملفات الهجرة والدعم والمساعدات وتعزيز السلام والامن وبؤر التوتر والصرعات، وتصدير الأسلحة ودعم حق الشعوب في تقرير المصير وحقوق الأقليات.

2 _ لاحظنا تراخ غريب من قبل الدولة السويدية بخصوص قضية الصحراء الغربية رغم أن البرلمان السويدي كان قد طالب الحكومة بالاعتراف بالجمهورية الصحراوية منذ 2012. أين تقف الدولة السويدية في نظركم حاليا من قضية الصحراء الغربية؟ وماهو موقفها الحقيقي؟

_ بوديل فاليرو: كنت أحد البرلمانيين المحفزين والدافعين في البرلمان السويدي للدفع بقرار الاعتراف بالصحراء الغربية ورفعه للحكومة السويدية المشكلة من حزب البيئة والمحافظين والليبراليين والوسط. وهو ما لم يفعلوه على الرغم من أن الخط العام السويدي لا يدعم بأي شكل من الأشكال الاحتلال المستمر وعلى الرغم من حقيقة أن السويد الدولة الوحيدة التي صوتت دائمًا ضد اتفاقيات الصيد وما إلى ذلك… عندما صوت الحزب الاشتراكي الديمقراطي في البرلمان السويدي للاعتراف بالصحراء الغربية كدولة وشكل الحكومة مع الخضر، اعتقدت أن الوضع سيتغير، لكن تبين لاحقا أن الأمر صعب للغاية بسبب عدم تعاون الاتحاد الأوروبي. فجأة أصبحت مواقف الاشتراكيين الديمقراطيين مبهمة وغامضة للغاية فيما تمسك حزب الخضر بموقفه. وكان الحل الوسط هو إجراء تحقيق تعده الخارجية السويدية (تقرير أعدته الخارجية السويدية سنة 2016،) الذي لم يتم تبني استنتاجاته من قبل الحكومة، بل تمت إحالته إلى الأرشيف. ولسوء الحظ، أن شخص ما قام باستلامه من هناك مرة أخرى وتم استخدامه كمرجع للرد على أسئلة أعضاء البرلمان.

لاشك في موقف حزب الخضر تجاه قضية الصحراء الغربية. ومع ذلك، فإن الحزب الاشتراكي الديمقراطي السويدي هو المسؤول بشكل أساسي عن السياسة الخارجية ويلجأ إلى التسوية مع دول الاتحاد الأوروبي الأخرى. وكما نعلم جميعًا، من الصعب التعامل مع فرنسا وكذلك إسبانيا في ما يتعلق بالصحراء الغربية. إن الاشتراكيين الديمقراطيين السويديين لا يدفعون القضية بنفس القوة حتى ولو حاولوا نسبيا كبح جماح بعض الدول في الاتحاد الاوربي. لذا فإن الحكومة السويدية تحاول على الأقل أن تكون بمثابة كابح.

3 _ المغرب دولة احتلال عسكري غير شرعي، هذا أمر أكدته الجمعية العامة ومجلس الأمن منذ 1975، لماذا لا تجد السويد الشجاعة الكافية لمواجهة المغرب بهذه الحقيقة؟ ولماذا في رأيكم تتورط بعض الشركات وحتى الدول الأوروبية، بل والاتحاد الأوروبي في نهب ثروات الصحراء الغربية؟

_ بوديل فاليرو: من المفترض أن تتحدث دول الاتحاد الأوروبي بصوت واحد حول قضايا السياسة الخارجية، وترى السويد أننا نكتسب تأثيرًا أكبر في الاتحاد الأوروبي كدولة صغيرة من خلال كوننا دعاة ومؤيدين أقوياء لهذه الوحدة. على الرغم من أن الدول الكبرى تفعل ما يحلو لها. وأتمنى لو كانت السويد أكثر جرأة وشجاعة وتحدثت باسمها بدلاً من الحلول الوسطية المخففة. أما الشركات فهي تذهب حيث تجد المال. وفي السويد، أدت معارضة المستهلكين لشراء السلع المستوردة من الأراضي المحتلة (الصحراء الغربية / فلسطين) إلى الضغط على العديد من الشركات لتغادر هذه المناطق المحتلة، وكما هو معلوم فبدون زبائن لن يكون هناك ربح.

4. ماهو موقف حزبكم من القضية الصحراوية؟ وماهو الحل الصحيح والعادل الذي ترونه لهذا النزاع؟

_ بوديل فاليرو: حزب الخضر، مثل باقي أحزاب الخضر الأخرى وحركة الخضر في العالم على العموم، تدعم حق الشعوب في تقرير المصيروتدعم احترام مواثيق الامم المتحدة والقانون الدولي. ولهذا السبب نحن نؤيد بقوة تطبيق إجراء الاستفتاء الموعود ونجد أنه من غير المقبول أن يسمح المجتمع الدولي للمغرب بعرقلة الاستفتاء عامًا بعد عام. نحن كخضر، نساهم وندفع برلماناتنا الوطنية والاتحاد الأوروبي والمؤسسات الأخرى إلى عدم السماح بتوقيع اتفاقيات التجارة والصيد مع المغرب طالما ان وضع القضية القانوني مازال كما هو. واعتقد ان الحل الوحيد لهذا الصراع الذي طال أمده هو إجراء الاستفتاء ولا يمكن بأي حال من الاحوال أن تنتظر أكثر.

5 _ ماهو موقف حزبكم من القضية الصحراوية؟ وماهو الحل الصحيح والعادل الذي ترونه لهذا النزاع؟ 

_ بوديل فاليرو: هذا ليس بجديد. لقد كان المغرب يفعل ذلك منذ سنوات عديدة ، تمامًا مثل ما كانت تفعل دول اخرى. إنهم يعلمون أنه يمكنهم إقناع و إبتزاز الاتحاد الأوروبي بمعظم الأشياء عن طريق فتح الحدود. أفضل عدم تسميتها هجرة غير شرعية. لأسباب مختلفة لأن الناس احيانا يرغمون مغادرة بلدانهم. و إذا كان الاتحاد الأوروبي لا يريدهم أن يأتوا إلى أوروبا ، فعلينا بدلاً من ذلك التأكد من تحسين ظروف و حياة الناس في البلدان الأخرى حتى لا يضطرون إلى الهجرة.

إن إغلاق الحدود والاعتماد على المغرب وبلدان اخرى لمنعهما من تبادل المصالح السياسية أمر غير مقبول. لأن الاتحاد الأوروبي في حضن كل من المغرب وتركيا لا يمكنه انتقاد احتلال الصحراء الغربية أو معاملة دول لبعض الاقليات او القوميات…

6 _ انتهاكات نظام الاحتلال المغربي لحقوق الإنسان قضية صارخة يعرفها الجميع. كيف يمكن لحزبكم اولا التعبير عن موقف مناهض لهذه الانتهاكات؟ وكيف يمكنه التأثير على الحكومة السويدية لتتخذ مواقف أكثر تشددا من النظام المغربي سواء على المستوى الثنائي أو على مستوى الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة؟

_ بوديل فاليرو: لم يتردد حزبي قط في موقفه ولم يمتنع عن التعبير عما نعتقده ونتبناه، سواء في خطابه للمغرب أو للحكومة السويدية. كما أننا نؤثر بشكل مباشر في الحكومة السويدية من خلال الاجتماعات المختلفة على جميع المستويات.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق