كتاب وآراء

المغرب وتوالي النكسات‎

بعد النكسة المدوية التي تحصل المغرب بموجبها على صوت واحد من أصل 191صوتا معبر عنها في إنتخابات مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة ، تلقى المغرب ضربة موجعة أخرى من المنظمة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا “الإيكواس” برفضها نهائيا سعيه الحثيث الانضمام إليها، بحجة أن الإحتلال المغربي للصحراء الغربية، لا يتماشى وشروط العضوية في هذه المجموعة الإقتصادية .

هذا ويأت إغلاق ثغرة الگرگرات مؤخرا من طرف مختلف مكونات المجتمع المدني الصحراوي ليزيد الطين بلة ، كونه سيساهم في إغراق المغرب في المزيد من الأزمات وخاصة الإقتصادية ، في ظل الظروف الصعبة التي تفرضها جائحة كورونا ، التي ضربت أطنابها بين المواطنين المغاربة بسبب سوء الرعاية الصحية وإنعدام المستشفيات في العديد من المدن المغربية فما بالك بالضواحي الفقيرة .

وفي خضم النكسات دائما ، فاز اليساريون الداعمون للقضية الصحراوية ، في الإنتخابات الرئاسية  التي جرت ببوليفيا بعد إطاحة اليمينيين بالرئيس اليساري السابق إيفو موراليس ، وتجميدهم لعلاقات بوليفيا مع الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية ، ويعد ذلك نكسة للمغرب خاصة بعدما تكشفت وعوده الزائفة التي فحواها فتح أبواب الإستثمار العربي والخليجي تحديدا أمام الحكومة البوليفية اليمينية وقتها .

وأخيرا كشفت وثائق رسمية صادرة عن الحكومة الامريكية ، ان الولايات المتحدة الامريكية اعطت موافقتها الرسمية لحكومة الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية, بالقيام بانشطة دبلوماسية لصالح التعريف بقضية الصحراء الغربية داخل تراب الولايات المتحدة الامريكية ، وفتح قنوات اتصال مع مسؤولين في وزارة الخارجية الامريكية، وعقد انشطة تحسيسية حول قضية الصحراء الغربية بالمؤسسات الرسمية الامريكية وعلى مستوى مقر الامم المتحدة بنيويورك .

أما على المستوى الداخلي ، فالوضع المزري في المغرب ينذر بإنفجار شعبي ، خاصة مع تراكم الأزمات السياسية ، الإجتماعية والإقتصادية ، وتزايد الوعي والغضب بين الكثير من المغاربة وخروجهم عن المألوف ، من خلال فضحهم لكل سياسات النظام الملكي الفاشلة على مختلف المستويات ، وبروز رغبتهم الملحة في التخلص منه ، بعدما سامهم كل أنواع القهر والحرمان على مدى طويل من الزمن ، دون تحسن يذكر في واقهم المأساوي .

هذا وتبقى الأيام القادمة مفتوحة على المزيد من النكبات التي قد يتلقاها الإحتلال المغربي في ظل نظام عالمي جديد ، بدأت تتشكل ملامحه مع صعود الصين كقوة إقتصادية وتحالفها مع كل من روسيا وكوريا الشمالية ، وتزايد الدول المعتبرة التي تسير في هذا الفلك والتي منها إيران والجزائر ، هذا فضلا عن تراجع الدور الفرنسي وضعفه في العديد من مواطن الهيمنة والنفوذ في وجه التحالفات التي أصبحت تفرضها معادلة الندية والذود عن المصالح ، وهذا ما قد يجعل ظهر المغرب المستند على فرنسا يميل إلى الهاوية .

وعلى هذا النحو قد يكون قرار مجلس الأمن الدولي القادم مخالفا لكل توقعات الإحتلال المغربي ومساعيه الرامية إلى شرعنة إحتلاله للصحراء الغربية.

هناك أيضا قرار محكمة العدل الأوروبية المرتقب ، على خلفية الطعن الذي تقدمت به جبهة البوليساريو بخصوص النهب اللا شرعي لثروات الصحراء الغربية ، والمتاجرة بها دون حسيب أو رقيب في تحد سافر لما تمليه القوانين والشرعية الدولية .

بقلم : محمد حسنة الطالب

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق