كتاب وآراء

مآلات الوضع بعد مغامرة الاحتلال في الكركرات كلها مدمرة للنظام المغربي

بقلم غالي زبير

يمثل يوم 13 نوفمبر 2020 تحولا نوعيا في مسار القضية الصحراوية وسيكون اسم الكركرات علما على حقبة جديدة من تاريخنا المعاصر، فبخرق الاحتلال المغربي لاتفاق وقف إطلاق النار يكون قد اقبر وإلى الأبد مخطط التسوية ونقل المنطقة إلى مرحلة أبعد، خاصة بعد أن أعلنت الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب أنها في حل من كل الالتزامات السابقة المتعلقة بوقف إطلاق النار، وأن المنطقة كلها قد أصبحت ساحة حرب، وفي ضوء الوقائع الجديدة سيكون من المفيد محاولة الإجابة عن التساؤل الذي يطرح باستمرار حول مآلات الوضع في ظل المتغيرات الجديدة وهنا لابد من إيضاح الحقائق التالية:

اولا: مطلب الاستفتاء وتقرير المصير اصبح متجاوزا، فالشعب الصحراوي استفاد من الدرس ولم يعد له من مطلب سوى الاستقلال والحرية.

ثانيا: لا يمكن أن يتصور عاقب أن يعود المسار السياسي الفاشل الذي قادته الامم المتحدة لعقود بالطريقة التي تخدم الاحتلال وتحولت فيه من جزء من الحل إلى جزء من المشكلة.

ثالثا: المتوقع من جبهة البوليساريو إن عادت للمفاوضات مع المغرب أن تكون مفاوضات سريعة ومحددة زمنيا، وتتعلق بنقطة واحدة هي كيفية وأجال خروج الاحتلال من الاجزاء المحتلة من الصحراء الغربية، وستجري تفاوضها تحت أزيز القذائف وزمجرة السلاح.

أمام الطرف المغربي فسيكون أمامه ثلاث خيارات متوقعة:
الاول هو مواصلة حرب خاسرة ومكلفة سياسيا واقتصاديا وبشريا، يخوضها النظام المغربي في ظل اقتصاد هش ومديونية كبيرة وتذمر شعبي وتقشف متواصل خاصة بعد الإجراءات الحالية في ظل جائحة كورونا والتي قلصت مصادر الدخل المحدودة اصلا، مع شح الدعم المالي الاجنبي.

الثاني أن يركع مضطرا لخيار السلام ويجنب نفسه وبلده واقع الانهيار الحتمي وسيكون هذا الخيار اخف الضررين له ولحلفائه الذين يراقبون الوضع في حذر.

أما الثالث، وهو خيار الانتحار السريع، وذلك بتوسيع النظام المغربي لدائرة الحرب بالعدوان على الجزائر في إطار مخطط خارجي يكون النظام المغربي قد دفعه إليه الشعور بقرب النهائية الحتمية تحت ضغط الواقع الاقتصادي من جهة وتكلفة الحرب الباهظة من جهة أخرى.

ومن السيناريوهات التي تتردد في كواليس المعارضة المغربية على تباين مواقفها أن يقوم الضباط الوطنيون في الجيش المغربي بأخذ زمام المبادرة وإسقاط النظام الملكي ووقف نزيف الحرب التي يدفع ثمنها الشعب المغربي من دماء أبنائه وقوت يومه، خدمة لمصالح الملك والمجموعة الصغيرة من المنتفعين التي تحيط به وتستنزف البلد في حالة فريدة في عالمنا المعاصر.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق