كتاب وآراء

إفتتاحية صوت الشعب الصحراوي المقاوم

لم نتوقع يوما ان تدفع جنون العظمة “براهش السياسة” كما اسماهم قوي المغرب المقبور البصري وادريس بنعلي لارتكاب الحماقة التي حذرت منها بوليساريو ادبا لا وجلا.

لن نفشي سرا أيها السادة ان قلنا ان بوليساريو سعت بكل حيطة تفادي توريطها وتحميلها مسؤولية العودة الى مربع طالما حن اليه مقاتليها واذرفوا الدموع وغضبوا وانتظروا السنين لمعانقته وان كانت تتضرع الى القدير ان تطلق ملائكة المغرب رصاصة الرحمة على حارس وقف إطلاق النار او الشيطان الاخير الممعن في اذلالنا ثلاث عقود.

كفر نوفمبر عن ذنوبه تجاهنا وكالخميس صالحتنا الجمعة هي الأخرى، وبتنا كمارد يفرغ رصاص غضبه على أعدائه المشدوهين من الرينكون الى الكركرات …. وإنها لعمري الخطوة الأولى في مسار جحيم الصحراء الموعود للغزاة

اغلق 13 نوفمبر صفحة مؤلمة من تاريخ شعبنا وفتح أخرى بيضاء ستسطر عليها الملاحم التي خبرها الحسن في الواركزيز وام الدكن وبير انزران وغيرها …… لم يكن حينها الجيش الصحراوي بنفس الهالة التي هو عليها اليوم ولم تكن التوازنات الإقليمية الدولية في صالح الحركة فكيف اليوم والامر مختلف؟

*- فرنسا :

تجر فرنسا ذيول الهزائم في البلقان مع اكتساح الاذر معاقل الأرمن في ناغورنو كارباخ وتراجع نفوذها في ليبيا بازدياد الأطراف الدولية الطامعة في كعكة المختار وبات تواجدها في مالي مكلفا منذ عملية سرفال ومن وراءها بارخان، وازداد وعي الافارقة المفرنسين بحتمية الثورة على اوليغارشيا باريس وضامني مصالحها وبدى لولبها الاقتصادي المسمى الفرنك الافريقي CFA بالتفكك منذ انسحاب بانغي واعلانها التملص تدريجيا من وصاية جعلت من اقتصاديات 14 بلدا افريقيا رهينة للسياسات النقدية التي يقررها البنك المركزي الفرنسي.

وسياسيا تنافس فرنسا خصوما في اتحاد قاري بقلوب شتى فالبريكست عجل بتقدم الالمان والطليان لإبراز قدراتهم ليس لإدارة وتوجيه الاتحاد فحسب بل وكذلك لمنافسة باريس دوليا وفي الأمم المتحدة التي تتعجل لإصلاح بنيتها.

فهل تنجر باريس من جديد في حرب خبرت رجالها في التاريخين الحديث والراهن وتشتت جهدها وتكسر شوكتها؟

*- المغرب :

يعلم الجميع ان عائدات الحشيش هي عمود الاقتصاد المغربي، ولا تبخل المصانع في شمال المغرب ووسطه في انتاج الاف الاطنان شهريا وارسالها الى السوق العالمية وتنهج طرق العصابات وتنسق مع جماعات الإرهاب الفعلي والوهمي والمصطنع وباتت حرب الصحراء خلاف لما تروج الرباط بابا موصودة امام المهربين الذين لا خيار لهم الا ان يحملو اكفانهم بين أيديهم ان أصروا على نشاطهم

ولن نخوض في وضع داخلي متأزم بإمكان حرب الصحراء الغربية ان تفجره في أي لحظة وحين لكن الحرب بالأساس كانت بحسب حكام الرباط مجرد تكتيك ستوقفه وقتما شاءت وهي الحماقة التي اعيت من يداويها.

يمتلك النظام الملكي اليوم ووفق الظروف الحالية ونتائجها كل المسوغات للمضي قدما في حل القضية وفق الإطار الاممي فاستمرار الحرب ليس مكلفا على المستوى العسكري والاقتصادي والأمني للرباط بحسب بل ينذر بانهيار الدولة المغربية التي طالما تغنت نخبة المخزن بعمرها المديد المعاكس لنظريات وفكر ابن خلدون.

وهل سيتحمل المخزن ضربات المقاتلين ان هي وصلت العمق المغربي واضرت بمنشئاته الحيوية فالصحراويون يؤكدون ان بلدهم لن يكون لوحده مسرح حرب؟

*- الجزائر:

قال المتنبي: على قدر اهل العزم تأتي العزائم * وتأتي على قدر الكرام المكارم

وتعظم في عين الصغير صغارها* وتصغر في عين العظيم العظائم

تماما، نجح الجزائريون في صد المؤامرات حتى وان تسللت بين عيوبهم.

كيف ثاروا بلطف واستدرجوا العصابة واحاطوا بها من كل حدب، لم تأخذهم رأفة بمن خانوا الأمانة ولم يجعلوا منهم غاية ولا نهاية.

احيطت الجزائر بالأعداء من كل صوب وبدى عواءهم شرقا وغربا ولم يزد الجزائريين الا ايمانا كما وعد الرحمن «ولما رأى المؤمنون الأحزاب قالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله وما زادهم إلا إيمانا وتسليما ” صدق الله العظيم.

لن نخوض في طبيعة التغييرات ولا أسبابها ونتائجها ولكننا سنكتفي بالاستشهاد بتصريحات الفريق قائد الأركان الجزائري القوية الواضحة في تغيير المعادلة …، وبتضمين فقرة في الدستور الجزائري تسمح للقوات الجزائرية المشاركة في عمليات بالخارج

من المؤكد اننا نطوي صفحة جزائر الماضي ونفتح الباب لأخرى لا ترى الا في القوة الغاشمة رادعا للاستعمار ومخلفاته وتعزيز من نفوذ الجزائر الإقليمي والقاري والدولي.

*- موريتانيا :

انضم ولد دداه الى الحرب ضد الشعب الصحراوي التي عجلت بسقوطه غفر الله لنا وله، وصحح العسكر الأخطاء واعادوا حيادا سلبيا كان مخيبا لأمال الصحراويين الذين يرون في الشناقطة توأما لهم كما قال الولي يوما.

ومهما يكن فنحن نتفهم تصور الاشقاء لحماية مصالحهم ونتعهد بحمايتها كما يؤكد قادتنا وان في ارض الصحراء

والحياد عموما نقطة تسجل لنا كما تسجل على العدو الذي يمني النفس في اشغالنا بحروب وان افتراضية ضد الاشقاء.

موريتانيا اليوم ليست كما الامس ولن تطأ اقدام جند الاحتلال أراضيها ابدا ولن تصول اعين مخابراتها كما كانت لترصد تحركاتنا .

*- الصحراء الغربية :

ببرودة أعصاب وبثقة في النفس يقول سيدي ولد اوكال ان المغرب اهدانا أثمن ما نريد، فبتنا أصحاب مبادرة وليست جهة ترد الفعل وبمعنى اخر اننا لن نجعل من كركرات قضية مركزية لتنسي العلم قضية استعمار.

بإمكان البوليساريو وبقدراتها العسكرية تحويل الكركرات الى رماد في ساعات، لكن الجبهة لا تبحث عن انتصارات لحظية ولا عن دعاية مغرضة انها تخوض حربا فعلية وتشعل النار تحت الغزاة في الحزام وتجعله اكواما من الرماد يوما بعد يوم.

وتترك الضوضاء الإعلامية لصحف الرباط الصفراء التي أرسلت عجوزا   شمطاء تبحث في ثنايا مخلفات المعتصمين الصحراويين وتنهل من قاموس السب والشتائم المغربي التقي النقي.

وضع مشحون في الأراضي المحتلة لا يعلمه الا الله وسلطات الاحتلال التي عززت من قبضتها واستنفارها 24/7 ، خوفا من شرارة تعلن من هنا او هناك وبدت تفسر تصريحات ولد الطالب عمار على فهمها البسيط .

صمت البوليساريو الاذان مع تخطي اول بلطجي وغاز جدار العار، وكشفت عورة الأمم ووهنها وأعلنت عن اقبارها لكل التزام … الاستفتاء بات امرا من الماضي ولا تراجع عن تحرير كل شبر من الوطن وهو ما يكشفه رفض امينها العام إجابة غوتيريش الفاشل ومنظمته العاجزة المنقسمة ويعطي عهدا بالأمان لكل متوجس او مشكك في استسلام الحركة لدعوات وقف إطلاق النار.

قدمت الجبهة كل التنازلات وظنها العدو فريسة يسهل الإجهاز عليها …. فحقا “لا تُعطِيَنَّ الصَبِيَّ واحِدَةً. يَطلُبُ أُخرى بِأَعنَفِ الطَلَبِ”. ولن يلدغ مؤمنو الجبهة والتحرير بعدها من نفس الجحر ابدا.

لقد أعاد المغرب بخرقه الارعن الصيبياني وقف النار اللحمة الوطنية وصهرنا من جديد في وعاء العنف الثوري وبلغته “الشلحي ” وجسد التناغم في التصريحات المسؤولة ابن سيداتي وابن الطالب عمار وابن بيسط وابي البشير والدكتور سيدي عمار بلسان فصيح وثقة في الأداء ورؤية استشرافية …. يودعون الماضي وكأني بهم يقولون أرادنا السلم وجنحنا لها  فأعددنا للحرب واستعددنا لها.

لقد أشعل الثوار جدار العار الذي عرته الطبيعة أصلا ويبدو انهم يسعون لتسوية قواعد عدوهم بالأرض او نثرها بشظايا أسلحتهم قبل ان يقدموا على مفاجأتهم الموعودة، وبوعد ربهم منصورون “وَقَدِمْنَا إِلَىٰ مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَّنثُورًا”.

لم تكمل الحرب اسبوعها الاول ولم تكن غايتها الأولية خسائر الأرواح فالحرب طويلة الأمد كما يقول قادة الجيش الصحراوي فاهتز اقتصاد المملكة الشريفة ونسيجها الاجتماعي واستنجد ساستها بغوتيريش ولافروف لوقف لهيب نار لم تصل درجة حرارتها ما يخطط له الجيش الصحراوي بعد.

اخرست صواريخ المقاتلين وهي تدك الصونتات والقواعد العسكرية السعادين وأربكت اعلامهم الكاذب وحولت الرباط من فاجرة عربيدة الى ناسكة متعبدة وداعية سلام ……. فسبحان مغير الأحوال …

لم ولن تكشف الرباط عن حجم خسائرها الفادحة، ولا تسعى بوليساريو من جانبها فعل ذلك فرسائلها لمن يهمهم الامر فقط رسائل حبلى بالمفاجئات والاسرار ولنا نحن البسطاء المتعطشين لرؤية مشاهد الانتصارات قول ابن العبد

ستُبْدي لكَ الأيامُ ما كنتَ جاهلاً * ويأتيكَ بالأخبارِ من لم تزوِّدِ

ويأتيكَ بالأنباءِ من لم تَبعْ له * بَتاتاً ولم تَضْربْ له وقتَ مَوْعدِ  

 

وللمغاربة نقول : المدرك بالأيام عريان .. و حبل الكذب قصير

اسبانيا في 23 نوفمبر 2020

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق