كتاب وآراء

الصحراويون متمسكون بالثوابت الوطنية

بقلم الناجم سيدي

إن الشعب الصحراوي عندما أعلن، يوم 10 ماي 1973 تأسيس الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب، أعلنها تتويجاً لمقاومة طويلة لم تتوقف عبر التاريخ دفاعا عن حريته وكرامته منذ دخول الاستعمار الفرنسي-الإسباني إلى شمال غرب أفريقيا وكحاضنة لكل أطياف الصحراويين ولجميع توجهاتهم السياسية آنذاك وكان الهدف الرئيس هو الكفاح المسلح من أجل إنتزاع الإستقلال الوطني والسيادة والسير في درب الشرف والعهد الذي رسمه الشهداء بدمائهم الطاهرة.
لم يتأخر عن ذلك النداء الثوري النبيل معظم الصحراويين رغم معارضة و قمع المستعمر الإسباني وأزلامه للوطنيين والمناضلين.
وبعد ذلك بسنوات قليلة، طُرد المستعمر الإسباني الغاشم من الأراضي الصحراوية وأَرغمه الشعب الصحراوي على الخروج صاغرا يجر ورائه أذيال الهزيمة وتم بعون الله إعلان الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية في 27 فبراير 1976.
توالت الاعترافات والانتصارات الدبلوماسية من كل أصقاع العالم وتكبد الغزاة أكبر الهزائم العسكرية. في تلك السنوات، لقن الجيش الشعبي الصحراوي الأبي فلول جيش الاحتلال الإسباني والمغربي دروساً في الشجاعة والتضحية أثناء العمليات البطولية في الخنگة، حاسي معطلا، حوزة، گلتة زمور، بئر انزران، السمارة، الگلتة، البيرات، الورگزيز إلخ …

اليوم وبعد 45 سنة من النضال والتشييد والتضحيات، 45 سنة من الصمود والتحدي والمكاسب في مخيمات العزة والكرامة،‏ 45 سنة من الغزو المغربي والمعاناة الإنسانية والاجتماعية والنفسية وانتهاكات حقوق الإنسان التي يمارسها المحتل المغربي يوميا ضد الصحراويين في الأراضي المحتلة، 45 سنة من نهب ثرواتنا من طرف الغازي المغربي وحلفائه، عار على بعضالصحراويين أن يقفوا في صف العدو بتفكيرهم الانهزامي المنبطح ظنا منهم أن بمقدورهم أن يوقفوا عجلة الثورة المسرعة نحو الاستقلال التام أو يحاولوا زعزعة ثقة وعزيمة الشعب الصحراوي أو بقدرة البوليساريو رائدة كفاح تحريره.

‏ونحن على أبواب الذكرى 47 لتأسيس الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب ما زال الاحتلال والعملاء والخونة الجالسين في الفنادق يعتقدون أن الشعب الصحراوي سيجري خلفهم. فالشعب الصحراوي ما زال وسيظل متمسكاً بالمشروع الوطني الذي أطلقته الجبهة الشعبية منذ البداية وفاءًا بعهدها للشهداء الأبرار ولمبادئها النبيلة الرامية إلى الحرية والكرامة و عزمها على مواصلة الكفاح من أجل استكمال سيادة الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية على كامل التراب الوطني، وفرض الاستقلال التام.

بالبندقية ننال الحرية.

الناجم سيدي، رئيس منظمة كاراسو.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق