كتاب وآراء

الخالدون المنسيون، سيدي ولد سيدي موسى مرة أخرى. الجزء الأول 

كما سبق و ان وعدتكم بأنني سأحاول الحديث عن رجل قل نظيره رجولة، وطنية، كرما وجودا. رجل استثنائي بكل المقاييس. لكن من يعرفه عن قرب ومن عاشره سيكتشف في سيدي الإنسانية بمعناها المطلق وقد تجسدت فيه دون مبالغة. عاطفته الجياشة، حنوه الخالص وحبه الصادق وروحه المرهفة وإحساسه الشفاف فاضت دفقا من الحب ليشمل كل من حوله، رفاق السلاح، جيرانه، معارفه، الأطفال الصغار، بل حتى المخلوقات و الكائنات الحية، كلها نالت نصيبها من نهر الرجل الدافق بالمحبة وصدق النية وفعل الخير.
لقد ترددت كثيرا في الكتابة عن سيدي، وساورتني شكوكا كثيرة مدارها عجزٌ عن الإحاطة بمناقب الرجل وخصاله ومآثره. أقول هذا دون مبالغة، فالرجل الذي عاش بيننا طيفا من فرط تواضعه كان حقا رجلا عظيما بكل المقاييس.
مع ذلك، ها أنذا استجمع شتات فكري وأتغلب على ترددي وأجازف، رغم يقيني بعجزي، بالكتابة عن الرجل.
هو الشهيد :سيدي/سيدي موسى.
إسم الاب: أمحمد/سيدأحمد/سيدي موسى.
إسم الأم : العالية/علين/باب
وُلِد الشهيد سيدي سنة 1951م بمنطقة تسمى أم آرواگة.
تعلم القرآن في كتاتيب المنطقة ليتفرغ بعد ذلك لمساعدة والده في تربية المواشي إلى تاريخ انخراطه في صفوف الجيش الموريتاني سنة 1968م، حيث عمل جندي مشاة أول حتى سنة 1972م أستقال من الجيش بحثاََ عن عمل يرضيه الي ان وصلت إلى مسامعه تباشير قيام الثورة بالساقية الحمراء و وادي الذهب، فأسرع ليلتحق بالتنظيم السياسي في مدينة أزويرات أواخر سنة 1973م. ويختار الإنضمام إلى صفوف الثوار المقاتلين.
*معركة إنال:
بعد اجتياح القوات الغازية الداداهية لجنوب الوطن كان الشهيد ضمن وحدة شنت هجوما على بلدة إنال صبيحة يوم: 12/10/ 1975م، لكن ذلك الهجوم لم يكلل بالنجاح بسبب وشاية رجل كان ضمن القوة المهاجمة، للأسف، وهو من نقل خبر العملية العسكرية إلى الموريتانيين ساعات قبل التنفيذ (وتلك قصة أخرى).
لم تكن القوة متكافئة لا عددا ولا عدة. ينضاف إلى ذلك ضياع عنصر المفاجأة بسبب الوشاية التي سبق ذكرها. والنتيجة أن القوة الموريتانية المرابطة بإنال التي تفوق القوة المهاجمة عدداََ و عدة و أحدث تسليحا، كانت على أُهبة الإستعداد وفي انتظار المهاجمين، وقد وضعت لهم كمينا محكما.
كان من نتائج المعركة غير المتكافئة وقوع بعض الإصابات في صفوف المقاتلين الصحراويين ووقوع بعضهم في الأسر بعد أن نفدت الذخيرة و تعطل جل الأسلحة التي كانت عبارة عن بنادق تكرارية من ماص نوع 36 فرنسية الصنع.
في تلك المعركة أبلى الشهيد سيدي البلاء الحسن. كان يتنقل بين رفاقه يطلق الرصاص من بندقيته التكرارية ماس 36 وينحني ليسحب جريحا قد سقط لتوه إلى مكان آمن، ظل هذا حاله حتى وجد نفسه محاصرا من كل الجهات وقد أحكمت القوات الداداهية الطوق من حوله ليقع في الأسر رفقة عدد من رفاقه.
… يتبع …
بقلم: النخ محمد إبراهيم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق