مقالات

أميرة بوراوي : القشة التي ستقصم ظهر البعير في العلاقات الفرنسية الجزائرية

محمد حسنة الطالب
أميرة بوراوي من مواليد 1987 وهي إبنة الجنرال الراحل محمد الصالح بوراوي المدير الأسبق لمستشفى “عين النعجة” العسكري المركزي بالجزائر العاصمة ، الذي يعالج فيه كبار رجال الدولة الجزائرية ، وكونها طبيبة وتمتلك الجنسية الفرنسية إلى جانب جنسيتها الجزائرية الأصلية ، فلا يستبعد أن تكون قد تعرضت الإغراءات أو ضغوطات من المخابرات الفرنسية أو ربما كانت هذه الاخيرة  توظفها كمخبرة لديها .
وأميرة بوراوي هي طبيبة بشرية ولا علاقة لها بالصحافة حسب وزير الإتصال الجزائري محمد بوسليماني الذي وصف هذا الإدعاء بالكاذب ، كما أنها لم تكن يوما ناشطة حقوقية ، وربما هذه الأوصاف المهنية أضفتها عليها المخابرات الفرنسية أيضأ للتبرير عنها في مجالي حرية الصحافة وحقوق الانسان خاصة وأنها متابعة من طرف القضاء الجزائري في قضية تتعلق بالحق العام ، ويرحج تهريب أميرة بوراوي  من طرف ضباط أمن ودبلوماسيين فرنسيين كفة عمالتها وخشية المخابرات الفرنسية من أن تفضح بوراوي الكثير من أسرارها ونواياها الخسيسة تجاه الجزائر في أطار تحقيق القضاء الجزائري معها .
أعتقد جازما أن المخابرات الجزائرية كانت على قدر كبير من الذكاء والحرفية في كشف المستور ومعرفة من أين تؤكل الكتف في هذه القضية المخابراتية بإمتياز ، التي ستضع العلاقات الجزائرية الفرنسية في قادم الايام على المحك .
ففرنسا ولذهنيتها الإستعمارية البائدة وعقليتها السياسية الخائبة، ونظرتها القاصرة لمستعمراتها القديمة ، لم تعد تتحمل ريادة الدولة الجزائرية وسياستها العنيدة التي بنتها بالروح والدم وبالحفاظ على كرامتها وسيادتها وبالحرية المطلقة في إتخاذ قراراتها السيادية النابعة من مبادئ وقيم ثورة أول نوفمبر ، تلك المبادئ والقيم غير القابلة للمساومة مهما تعاظمت المناورات الإستعمارية وتعددت التكالبات الغربية .
محاولة تكرار سيناريو خليج الخنازير في الجزائر من طرف فرنسا خطة غبية لم تحسب لها فرنسا المنهارة حسابها مع الجزائر الشامخة ، ظنا منها أن هذه الأخيرة مجرد لقمة سائغة يمكن إبتلاعها متى تدورت فرنسا جوعا وآثرت إشباع بطنها وإحياء هيمنتها الإستعمارية السابقة عليها .
من الواضح أن الغرب لا يتورع عن سياساته العدوانية وممارسة الظلم والسأدية كلما أهينت سمعته ومست مصالحه التي لم يأبه للحفاظ عليها أوحمايتها يوما بالتي هي أحسن .
ما من مرة إلا ويتأكد أن أهل الكفر لا مبادئ ولا خلاق لهم ، لقد أعماهم الجشع وأغواهم الغرور وخيانتهم متوقعة في أية لحظة ، لأن وفاءهم مرتبط فقط بتحقيق مآربهم وليس مبنيا في الأساس على حسن التعامل ولا على الإحترام المتبادل ، لذلك تكرر فرنسا اليوم والغرب عموما أخطاء الماضي بطرق ملتوية كعادتهم في حاضر لم تعد أغلبية دول العالم تؤمن فيه بهيمنة القطب  الواحد ، بل وإرتحلت فيه عن سياسات الإذعان والتبعية للغير ، وآثرت الثورة على هذا الغرب المارق عن الشرعية الدولية وأخلاقيات الحياة وسنن الوجود المقننة للعالم في هذا الكون .
على هذا الغرب الخبيث اليوم قبل غد أن يراجع سيرته ومساره الظالم وأن يعرف أن دوام الحال من المحال ، فهذا الغرب هو الذي حول دولا قائمة بذاتها إلى دول فاشلة نتيجة أطماعه ومآربه الخسيسة ولنا مثال في ما آلت إليه الأوضاع فى أفغانستان وفي العراق وليبيا واليمن وسوريا ولائحة الظلم والعدوان تطول في هذا الصدد .
لقد وقفت الجزائر الأبية في وجه هذا المد الظالم  وقطعت على نفسها وعدا لشهدائها الأبرار ولكل أحرار العالم بأن تكون حرة مستقلة وسيدة في قراراتها وتوجهها أحب من أحب وكره من كره ولا نامت أعين الأعداء والعملاء والمتخاذلين ، ولا عزاء لهم في تاريخهم الأسود ولا في ما إقترفوه من دموية وحرمان وشقاء للأبرياء .
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق