مقالات

النونة .. رمز التحدي

عالي ابراهيم محم
أختاه النونة.. دمائك الطاهرة، غالية بمثابة تلك القضية التي خرجتي من أجلها للمطالبة بحقك في الحرية، ومواجهة جحافل العدو المدججة بالعصي والهروات وسيارتها الكبيرة والصغيرة، صورتك صورتك ستبقى خالدة في الذاكرة الجماعية لشعب يآبى الخنوع، ويرفض الإستسلام لجبورت قوات الرباط الهمجية البربرية.
النونة عياش، انت الشابة المثالية، الناجحة بإمتياز، إستجابتك لنداء الوطن، ووجودك يوم أمس وسط جموع المشاركين في المظاهرات السلمية التي عرفتها مدينة العيون المحتلة،  رسالة بالغة الأهمية، تعكس أن قضيتنا قضية أجيال، وأن كفاحنا الوطني التحرري سيظل مستمراً حتى ذلك اليوم الذي يلعو في الحق على الباطل، ونعلن أرض الساقية الحمراء وواد الذهب حرة مستقلة، مهما كانت قوة العدو وأعوانه، إلا أن وجودك بالأمس كمواطنة صحراوية، يعكس إستمرارية المرأة الصحراوية في الوقوف إلى جانب أخيها الرجل في معركة التحرير، ويثبت للصديق والعدو أنك تستحقين وبجدارة لقب قِوام التحدي والصمود.
“نونة” يا جوهرة الوطن الغالي، تأكدي أن دمائك الطاهرة غالية على كل صحراوي أصيل، وكل قطرة سالت من ذلك الجسم الصغير، لأجل هذا الوطن، دين على عاتقنا، ولن نتراجع يوما عن مواصلة الكفاح السلمي، والعمل الجاد من أجل إيصال صوتك البريء إلى كل بقاع العالم، ومتابعة من كان وراء الإعتداء البربري في حقك يا سليلة ثورة ال٢٠ ماي الخالدة.
بإسمي الخاصة ونيابة عن جاليتنا في الخارج وكل صحراوي وطني أصيل، أعتذر لك وباقي ضحايا آلة القمع المغربية، على بشاعة ما حصل، وكل دقيقة مرت من عمرنا قصرنا فيها تجاهكم يا حاملي مشعل الثورة في وجه نظام بربري جبان، يتفنن في إهانة حرائر وأحرار هذا الشعب العصي على الخنوع والإبادة، تذكري أنك اليوم نموذج لتلك النسوة اللاتي شيدنا مؤسسات دولتنا الفتية، وأمالنا معلقة على أمثالك في المضي قدما بكفاحنا الوطني لتحرير ارض وطننا وعودة اللاجئين والمهجرين إلى أحضان دولتهم الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، عاصمتها العيون “عيون الشعب”.
كل التضامن والمآزرة مع ضحايا آلة القمع المغربية يوم الخميس العظيم.
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق