كتاب وآراء

تعيين المبعوث الشخصي محرج  للمغرب بعد استقالة المبعوث الشخصي السابق كوهلر

السيد حمدي يحظيه

تعقدت وضعية المغرب أكثر في علاقاته وتعامله مع الأمم المتحدة. فالمغرب كان يظن أن الوقت والهروب إلى الأمام، والمناورات ووضع الكماين في الطريق، ومحاولات القفز من هنا وهناك، وتخطي الجدران هو كفيل بحل القضية الصحراوية لصالحه باستعمال قوة الوقت والسلم الناعمة. لكن يبدو أن ارتدادات تلك الاستراتيجية بدأت تنعكس عليه، وتحصره في زاوية ضيقة. الآن، بفضل صمود الشعب الصحراوي، تم تخطي الكثير من العثرات: فشل الحكم الذاتي؛ لا مفاوضات مع المغرب خارج إطار الأمم المتحدة؛ فشل محاولة إقحام الجزائر كطرف في الصراع؛ تفكير الولايات المتحدة في تغيير استراتيجيتها من الصراع بعد أن فقد المغرب موقعه الاستراتيجي؛ فشل رهان تحويل الجزائر إلى سوريا.
استقالة كولر، مثلما قلنا في مقال سابق، كانت بمثابة تسجيل نقطة لصالح الشعب الصحراوي. فلو كان بقى في منصبه كان سيصب ذلك في صالح المغرب الأسباب التالية: كولر كان سيتماهى مع سياسة الإتحاد الأوروبي المنافقة؛ ثانيا، كان سيعطي للمغرب فرصة اللف والدوران أكثر من ثلاث سنوات على الأقل في نفس النقطة.
الآن، بعد استقالته، هناك نقاط إيجابية: ستجد الأمم المتحدة نفسها محرجة، ويمكن أن لا تبحث عن رضى الطرفين في تعيين المبعوث الشخصي الجديد  لمعرفتها المسبقة أن ذلك سيصب في صالح المغرب، وهو الأمر الذي اشتكت منه جبهة البوليساريو دائما. التململ الأمريكي سيكون حاسما للفصل في تعيين المبعوث الشخصي المقبل، وسيساعدها في نجاحها في تعيينه قبول البوليساريو الاوتوماتيكي لأي مبعوث امريكي.
في حالة أن يفرض الأمريكيون مبعوثا، أمريكيا كان أم من جنسية اخرى، المهم يحظى بقبول امريكا، سيكون ذلك إحراج للمغرب لسبب بسيط أن المغرب استنفذ كل مراوغاته السابقة مع الإدارة الأمريكية، خاصة كذبة الحكم الذاتي. النقطة الثانية التي سيتم فيها إحراج المغرب هي أن اي مبعوث لا يحظى بدعم الولايات المتحدة لن يقبل بالمنصب خوف الفشل، وكولر كان مثالا واضحا. من التجربة تعلم كل متابعي ملف الصحراء الغربية أن اي مبعوث لا تقف وراءه امريكا لن يبقى في المنصب طويلا: كولر وفان والسوم نموذجا. ورغم فشل الأمريكيين  جيمس بيكر وروس الا انهما اذاقا المغرب كل صنوف العذاب والقهر السياسي. بالنسبة لفشل الأمريكيين، جيمس بيكر كريستوفر روس، فهو راجع إلى أن الأول- بيكر- ضغطت عليه إدارته لأنها كانت محتاجة للمغرب في حربها ضد العراق وأفغانستان، أما الثاني- روس- فكانت بسبب أن الأمين العام للأمم المتحدة، غوتيريس، كان يريد مبعوثا أوروبيا ليجعل قضية الصحراء الغربية كلها في يد الإتحاد الأوروبي المتعاون مع المغرب. الآن الامريكان ليسوا في حاجة للمغرب، والأمين العام، غوتيريس، فشل في أول محاولة له رغم اعتماده على ألمانيا، وهذا يجعل تعيين امريكي هو الحل الوحيد، وهو الذي تفضله البوليساريو.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق