الاخبارصحف عالمية

الصحافة السعودية تتناول لقاء جنيف بين الجبهة الشعبية والاحتلال المغربي بحيادية غير مسبوقة 

جنيف/ سويسرا/ موقع الرابطة/ البشير محمد لحسن
أفردت الصحافة السعودية تغطية كبيرة لاشغال الطاولة المستديرة التي احتضنها مدينة جنيف السويسرية بين أيام الخامس والسادس من الشهر الجاري والتي شارك فيها طرفا النزاع في الصحراء الغربية بحضور البلدين المجاورين، الجزائر وموريتانيا.
ولم يقتصر التناول السعودي لهذا الحدث المتعلق بالقضية الصحراوية على تغطية الموضوع من زاوية أنه حدث عالمي يستحق المعالجة، بل تعداه إلى استخدام مفردات غير مألوفة في الإعلام السعودية عن القضية الصحراوية.
قناة “العربية” السعودية تناولت للموضوع تحت عنوان: جنيف تستضيف محادثات حول الصحراء الغربية برعاية أممية. ولم تدرج عبارة “الصحراء الغربية” بين ظفرين أو لم تكتفِ بلفظ الصحراء مبتورة أو غيرها من المفردات التي طالما استعملها الإعلام الخليجي والسعودي تحديداً كلما تعلق الأمر بالقضية الصحراوية. ويضيف موقع العربية على الإنترنت في إشارة إلى لقاء جنيف أنها  “مفاوضات تشارك فيها جميع الأطراف المعنية بشأن قضية الصحراء الغربية الإقليم الواقع على الأطلسي و الذي تنازع المغرب السيادة عليه جبهة البوليساريو، بعد دعوة وجهها الأمين العام للأمم المتحدة للحكومة المغربية وجبهة البوليساريو”.
أما صحيفة “عكاظ” السعودية فقد عنونت خبرها ب: جنيف: محادثات حول مستقبل الصحراء الغربية، وهو أمر غير مسبوق في الخط التحريري لهذه الصحيفة التي تتبع الحكومة السعودية. وقد راح موقع “عكاظ” ابعد من ذلك ليؤكد أن الأمم المتحدة قد قدمت “هذا اللقاء الذي يجري على شكل طاولة مستديرة على أنه خطوة أولى نحو عملية تفاوض جديدة بهدف التوصل إلى حل دائم وعادل ومقبول من هذه الأطراف يتيح لشعب الصحراء الغربية حق تقرير المصير”.
وفي نفس الجريدة دائما يقول موقع “عكاظ” أن مبعوث الأمم المتحدة إلى الصحراء الغربية، هورست كولر المكلف بهذا الملف منذ العام 2017، قد عبر عن أمله في فتح فصل جديد في العملية السياسية، بهدف التوصل إلى مخرج سياسي ينهي آخر نزاع من هذا النوع في إفريقيا ما بعد المرحلة الاستعمارية”، حسب تعبير الموقع السعودي.
إلى ذلك، اعتبرت صحيفة “الشرق الأوسط” السعودية أن لقاءات جنيف كانت فرصة تهدف “للتوصل إلى مخرج سياسي ينهي آخر نزاع من هذا النوع في إفريقيا ما بعد المرحلة الاستعمارية”، في إشارة واضحة إلى أن النزاع في الصحراء الغربية هو مسألة تصفية استعمار وأن الشعب الصحراوي هو الوحيد في إفريقيا الذي لم ينل استقلاله بعد.
صحيفة “الحياة” العريقة الصادرة من لندن والمقربة من الرياض ارفقت خبرها حول مباحثات جنيف بصورةٍ للوفد الصحراوي المفاوض تتوسطة خريطة بلادنا، لتضيف في تفاصيل الخبر أن جبهة “البوليساريو” التي أعلنت في 1976 “الجمهورية العربية الصحراوية” تطالب باستفتاء لتقرير المصير من أجل حل النزاع الذي نشأ عند انسحاب اسبانيا من هذه المستعمرة”. وهي مصطلحات لم يسبق أن نشرها الإعلام السعودي في تناوله للقضية الوطنية.
ويتساءل مراقبون حول هذا التغير المفاجئ في تعاطي المملكة العربية السعودية مع القضية الصحراوية هل هو بداية تصحيح الموقف السعودي تجاه القضية الصحراوية وإنصاف الشعب الصحراوي بعد سنواتٍ من التنكر له أم أن الأمر لا يعدوا كونه سحابة صيفٍ عابرة سببها برودة العلاقات السعودية المغربية وقد وجدت الرياض في القضية الصحراوية خير وسيلة لابتزاز المغرب. وبين هذا وذاك يظل الشعب الصحراوي المقاوم يرحب بأي تضامن دولي مع قضيته العادلة.
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق