كتاب وآراء

الشباب الصحراوي والهروب من جحيم الإحتلال إلى الأجل المحتوم

الخوديج عبد الجليل


تفاقمت ظاهرة ارَّقت اغلب الدول الافريقية والعربية التي يضرب فيها الفقر والبطالة الاطناب وباتت تهدد الشباب والاسر والمجتمعات  ، إنها ظاهرة الهجرة غير الشرعية عبر قوارب نحو المجهول هروبا من واقع سيئ الى واقع اسوأ وهي بمثابة الكارثة التي تحصد الكثير من الارواح وضحاياها في تزايد مستمر.
الشباب الصحراوي بالجزء المحتل من الصحراء الغربية لايشكل الإستثناء فقط بل يعيش الإستثناء ايضا في واقع يعج بالانتهاكات الممنهجة والمستمرة للاحتلال المغربي ضد الصحراويين مما ادى بهؤلاء الشباب الى الرمي بأنفسهم الى التهلكة فالتهميش والعنصرية والتضييق الى التعتيم ثم الاعتقال والتعذيب والترهيب كلها سياسات افرزت سمها على الشاب الصحراوي وسممت افكاره وعقله وذهنه  ليجد نفسه حبيس فكرة جنونية لا تشبهه ولا تقترن بقناعاته وتوجهاته ، فكرة بشعة بشاعة الاحتلال وايامه يظنها المخرج الانجع لكل هاته الممارسات اللعينة في رحلة  مأسوية على متن قارب صغير واهمون بأنه سيوصلهم الى بر الامان فحين تُختزل الحياة في دقائق أو سويعات جنونية فالمصير محتوم وأين المفر ؟ إلا بمعجزة.
لكم جميعا ان نتخيلوا الكواليس المأسوية والمؤلمة للمعركة التي خاضها هؤلاء الشباب وهم تتقاذفهم امواج البحر يفترشون الماء ويلتحفون السماء في عرض المحيط الاطلسي بحثا عن النجاة وكيف كان تفكيرهم انذاك بعائلاتهم وامهاتهم واصدقائهم وقضيتهم والقرش يتربص بهم  من هنا وهناك وإن كان القرش البري المغربي اشد ضراوة وافتراسا للاجسام والاجساد الصحراوية التي يطالها يوميا  الظلم والجور والقهر والحرمان في وطنهم الذي استوطنت فيه الذئاب والكلاب من خلال صيحة همجية سوداء إجتمعت فيها كل الحيوانات المفترسة يوحدهم الجوع والطمع والامل المفقود والوعد الكاذب الذي لازال المغاربة الجياع ينتطرون تحقيقه من ملك لايتقن سوى الكذب والفساد والشذوذ والاحتيال على شعبه.
الاكيد ان الشباب الصحراوي فضل الهجرة الى المجهول على ان يرى وطنه الجريح يغتصب يوميا بدل المرة مرات ، شباب في عمر الزهور يحملون في اعماقهم همَّ وطن وحلم حياتهم في دولة مستقلة بكامل الحرية والانعتاق وعلم يرفرف عاليا في جمهورية عربية صحراوية ديمفراطية ، آمال وتطلعات للحياة واحلام يريدون تحقيقها بعيدا عن المضايقات والاستفزاز والعنصرية والحرمان والتهميش وفي القلب للوطن مكانة مصانة مهابة ، نظيفة ونزيهة على أمل العودة ذات يوم الى وطن حر سعيد خالٍ من كل مستوطن طماع ليس تهربا من دفع ضريبة الحرية والانعتاق وإنما سعيا منهم الى حياة افضل أو متنفسا بمثابة الفاصل الذي سيعودون بعده بقوة الى الميدان   ، إلا انهم لايدرون بأنهم سيضعون حدا لحياتهم وتنهي حكاياتهم بمرارة ووجع وسيغرقون واحلامهم في محيط لايرحم ومياهه ستقذف بأجسادهم جثثا هامدة على ضفافها البائسة إن سلمت القرش ففي الخطوة موت وفي الاحتلال شيئ اعنف من الموت لأنه هو المسؤول المباشر في رمي هؤلاء الشباب الى التهلكة من خلال سياسة قطع الارزاق المنتهجة ضد الصحراويين في الارض المحتلة من الصحراء الغربية وسياسة تضييق الخناق وزرع الشقاء والألام  فتتبدد الاحلام وتتحول الى اوهام.
وتبقى قلوب الامهات الصحراويات مشدودة منكوبة ومكلومة  حزنا وحصرة على فلذات بين التعذيب والاعتقال والتهجير والاختفاء والاختطاف والقتل والمغادرة الى الابد دون وداع ، إنه الاغتصاب للوطن بشتى انواعه واشكاله ، إنه الألم والحزن والحصرة والاوجاع ، إنه الاحتلال اللعين الذي حول كل زوايا الوطن الى مآسات وحكايات مؤلمة وضياع  في صمت رهيب وتعتيم مطبق وتخاذل عربي جلي ونسيان دولي لمعاناة شعب بأكمله لازال يئِن تحت وطأة الاحتلال المغربي الظالم والكل يتشدق بالحرية والانسانية في تناقض صارخ حتى مع انفسهم وضمائرهم .
فسعيد الليلي وقبله كثر ومعه كثر والقائمة بهم تطول سيبقون مجرد غيض من فيض مايغترفه النظام المغربي في حق الصحراويين بالارض المحتلة من الصحراء الغربية ونحسبهم عند الله شهداء قضية يحاول العالم ان يلف عليها حبل النسيان غير ان الابطال الذين اشهروها ونشروها ودافعوا عنها منهم استشهد ومنهم على العهد والوعد سائر ولن يضيع معهم المطلب والهدف والغاية الاسمى في وطن حر مستقل  ….

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق