كتاب وآراء

من الغلس إلى الغسق عاشت الجبهة الشعبية

بقلم محمد فاضل محمد سالم
عاشت الجبهة الشعبية، نصرخ بها بملء أفواهنا و نرددها عاليا بدون كلل و لا ملل. لأننا كنا قبلها بدون هوية و بدون انتماء مشردين خارج الوطن ومستعبدين بداخله.
عاشت الجبهة الشعبية، لأنها أعادت التاريخ المسلوب الى الجغرافية المغتصبة، لتحي بهما الذاكرة الجماعية المغيَّبة و تُجلي الغشاوة عن الأعين العمشاء و تمد الفرد بالإحساس بالوجود ولإنتماء الى وطن يسمى: الصحراء الغربية.
عاشت الجبهة الشعبية ،لأنها هي العلم و المنار الذي نهتدي به في الزمان وفي المكان نلجأ إليه و نحس بالأمان و هي الحضن الدافيء الذي يجمعنا معا و يضمنا له وقت المحن.
أنا ” المورو الغبيُّ”، أنا “الصْحَيراوي لمَّسخ”، انا ” صَيْد الساحل”، أنا المجهول، أنا علامة الصفر، أنا الفاقد القيمة و الإعتبارالمرمي على رصيف التاريخ، أنا الذي ولدت يوم 10 ماي من تحت الرماد و كثبان النسيان، أنا الذي شَبَبْتُ و أَشْيَبْتُ تحت ظلال شجرة طيبة لاتنمو إلا في تربة التضحيات و تسقى بالعرق و الدم، أنا إبن الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء و وادي الذهب التي قبلها لم يكن للصحراويين عطر، لارائحة ولالون لاجؤون في وطن هو مٍلك لهم وهم عنه غافلون.
الجبهة الشعبية التي اختصرت المسافات و حرقت المراحل وحققت للشعب الصحراوي مالم يكن يحلم به في سالف الزمن هوإعلان الدولة الصحراوية ذات العلم الزاهي الألوان: “الجمهورية العربية الصحراوية” التي إنصهرت فيها كل الطاقات الوطنية من أجل فرض الوجود و خلودها الى الأبد.
من حقنا أن نقول عاشت الجبهة الشعبية التي هي عهد للشهداء ووفاء للمعتقلين و المفقودين وهي قسم، التزام، مبادئ،برنامج ، مثل و أخلاق هي أيضا تضحيات،معانات،وآهات وآلام وفوق هذا و ذلك هي صمود وتحدي هي كرامة وعزة الصحراويين.
نكرر اليوم عاشت الجبهة الشعبية في عيدها السابع و الأربعين ونصرخ بها في وجه من عُميت أبصارهم بل عميت قلوبهم التي في الصدور و اصبحوا لا يرون و لايدركون الا ما ينسجه خيالهم المثقوب من أوهام وأضغاث احلام في إعتقادهم أنه بالغوغائية و التنطع و السقوط الحر في مستنقع الرذيلة و الخيانة سيتم التعجيل بشنق وإعدام الشعب الصحراوية بفصل روحه عن جسده ” الجبهة الشعبية روح الشعب الصحراوي”
عاشت الجبهة الشعبية شامخة رغم كيد الكائدين مادام هناك جيش من المناضلين و المناضلات جادين مثابرين مؤمنيين بحتمية النصر مهما عظمت التضحيات، جيش من الأوفياء لا تزعزعهم الصعوبات الظرفية و لا ولن تثنيهم عن الوصول الى الهدف الذي رسم في مثل هذا اليوم 10ماي من سنة 1973 ولو وضعت الجبال الراسيات أمامهم. فعهدا للشهداء و وفاءا للرجال الذين حق فيهم قول عز و جل ” مِنَ المُؤمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَاعَاهَدُوا اللهَ عَلَيْه فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَه و مِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظٍرْ ومَا بَدَلُوا تَبْدِيلا” صدق الله العظيم.
و عاشت الجبهة الشعبية من الغلس إلى الغسق.
بقلم: محمد فاضل محمد سالم

.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق