صحف عالميةكتاب وآراء

الصحراء الغربية 47 سنة من حرب الاثير

بقلم: د. ماءلعينين اسلامه الناجم ترجمة بلاهي ولد عثمان

في الثامن و العشرين من ديسمبر اكملت الاذاعة الوطنية الصحراوية 47 سنة من العطاء.
هذه الذكرى تعبر عن الكثير من التوازنات بالمقارنة مع بدايات التأسيس في 1975.
بعد ثلاثة عقود تقريبا من الانتظار الممل، النزاع الصحراوي يعود مجددا الى الواجهة العالمية بعد إعادة المواجهة بين الجيش الصحراوي و القوات الملكية المغربية، منذ 13 نوفمبر 2020، و بعد قرار الرئيس الامريكي دونالد ترامب، بشرعنة الإحتلال المغربي للأراضي الصحراوية.
وكأن التاريخ يعيد نفسه، فما جرى في 1975 في جبهات القتال، هاهو اليوم يتكرر من خلال الصمت المغربي.
اليوم كما الامس الدعاية الرسمية المغربية تحاول التعتيم الإعلامي على هذا النزاع المسلح، ولكن الجانب الصحراوي اصبح ملزما بإعطاء معلومات اخبارية لأنها مصدر مهم بالنسبة للشعب الصحراوي، كما أنها كذلك بالنسبة للراي العام المغربي وللدولي رغم تنكر البعض.
في نهاية 1975 تسارعت الأحداث في الصحراء الغربية، بعد ما يناهز القرن من الاستعمار الإسباني،
حيث حاولت كل من المغرب وموريتانيا،  استغلال الأوضاع السياسية الداخلية للقوة المستعمرة من أجل المطالبة بالإقليم.
حيث بدأت وسائط الإعلام لكل الأطراف في عرض سياستها وتكذيب الدعاية المضادة.
إذاعة الطرفاية(المغربية)
إذاعة الصحراء (الإسبانية)
إذاعة الصحراء الحرة (جبهة البوليساريو) الكل استغل خصائص البث الاذاعي، من سهولة التقاط أمواجه في الطبيعة البدوية، محاولة الوصول الى مسامع الصحراويين.
وتابعت تلك الاذاعات كل التجارب السابقة مثل تجربة جبهة التحرير الوطني الجزائرية، أو سوابو SWAPO في ناميبيا و حركات تحررية وطنية إفريقية اخرى، عملت جبهة البوليساريو من خلال أمواجها الاذاعية على بلورة وتوضيح أهدافها واستراتيجياتها.
وذلك لأن البث الاذاعي مهم جدا لتوعية الجماهير، وتنظيم المقاومة، وتوحيد المجتمع، ورسم الإستراتيجيات من أجل الوصول الى تحرير الأرض و ضحد الدعاية المغربية المضادة، وتوعية الشعب المغربي نفسه حول نزاع يمارس فيه المخزن سياسة الصمت والهروب الى الأمام.
وتعتبر الاذاعة بالإضافة إلى ما سبق هي وسيلة تساهم في تقوية وحدة شعب مشرد يعيش نزاع
سياسي وعسكري.
شكلت الحرب والمنفى، وتشتت العائلات، بالإضافة الى العلاقات الإجتماعية الجديدة، التي فرضها التعايش في المحيط الجديد وبطريقة جذرية عدة تغيرات، وفي وقت قياسي بالنسبة لمجتمع معظمه من البدو الرحل.
قبلت الإذاعة الصحراوية التحدي المتمثل في التعاون في محاولة التكيف مع الوضع الجديد، من حيث تأمين العائلات وطمأنة كل من وصل إلى مخيمات اللاجئين الواقعة قرب مدينة تندوف الجزائرية، بعد معاناتهم مع قصف الطيران المغربي الذي تعرضوا له في كل من ام ادريكة، تفاريتي، كلتة زمور و امقالا، قامت الاذاعة بدور التوجيه وتقديم المعلومات عن المفقودين ومحاولة لم شمل العائلات.
واصبح المذياع هو الوسيلة الوحيدة للتواصل بين السكان المنتشرين في مختلف المناطق الصحراوية.
لقد حققت الاذاعة الصحراوية معجزة حيث جمعت بين الأفراد والعائلات التي فرقها القصف في البوادي والمداشر.
لقد كانت فكرة الاذاعة معركة بحد ذاتها، وطريقة نحو وحدة كل الصحراويين.
لم توجه الاذاعة فقط الى السكان المدنيين الصحراويين في بدايات الغزو وبدء الحرب على جبهات مختلفة، ولكنها لعبت أيضًا دورًا أساسيًا في كشف الصراع السياسي العسكري في الصحراء الغربية، امام المواطنين المغاربة والرأي العام الدولي.
وربما يمكن أن تكشف شيئا مما حدث منذ أكثر من أربعة عقود عن بعض الأحداث التي تجري اليوم في الصراع العسكري الجديد، وتغطيته الإخبارية المحدودة في المغرب.
… يتبع …

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق