مقالات

الدفاعات الجوية لجيش التحرير الصحراوي، بين تدريبات حزب الله الملفقة وفوبيا بورويطة…

غيثي النح البشير

حسب مصادر شبه رسمية تأكد أن أكثر من 77 طائرة عسكرية مغربية من الجكوار، ديفندر، ميراج، فوجا ماجستير، وهليكوبترات وسي 130 وغيرها، أسقطتها الدفاعات الجوية الصحراوية في الحرب التي دارت رحاها بين الجيش الصحراوي والمغربي بتدخلٍ فرنسي مباشر في البدايات وأسنادٍ أمريكي لاحقاً بالتجسس، ابتداءاً من يوم 21 يناير 1976، حين اُسْقِطَتْ طائرة من نوع F5- A للطيار، أحمد بوبكر، في “عين بنتيلي”.
ولا شك أنَّ الدفاعات الجوية لجيش التحرير الشعبي الصحراوي كوحداتٍ أو قطعٍ ملحقة أو مستقلة، كانت أهم سلاح ردع والتوازن الإستراتيجي للجيش. تاريخياً تكونت شبكة الدفاع الجوي لجيش التحرير الشعبي الصحراوي في الحرب من أسلحة مختلفة من رشاشات 12.5 ملم، و14.5 ملم، و23 ملم، وصواريخ أستريلا 2، واستريلا 1، وشيلكا، وصوارخ سام 6 وسام 8 وغيرها.
وفي السنوات الأولى من الحرب، 1976 و1977 إستطاع الصحراويون بمعدّاتٍ بسيطةٍ جداً مثل رشاشات وأستريلا 2 إسقاط أكثر من 14 طائرة مغربية.
وهناك تاريخ حافل بالتصدي للطيران العسكري المعادي لا يتسع المقام لذكره، ولعل من أهمه طرافةً وغرابةً بدأ مع قصة الشهيد محمد عبد العزيز عندما ترأس في يوليو 1978 وحداتٍ لقنص “الجگوار” الفرنسي، إذ تنتهي المهمة وهي في الطريق ويفاجئون بإذاعة ال BBC وهي تعلن عن إنقلاب في موريتانيا، مروراً بالصاروخ الوحيد المتبقي الذي أسقط به المقاتل، الهيبة ولد ببيت، طائرة “كادير” وانتهاءاً بعربةِ ال BRDM أيام قبيل وقف إطلاق النار التي كانت متجهة للإصلاح وفجأة يسدد المقاتل، عثمان ولد أحمين، ويُسقِط طائرة مغربية…
علاوةً على ما سبق من المهم بمكان تذكير الصحافة المغربية ووزير خارجية المغرب أنّ أهم عمل عسكري ضد الطيران الحربي المغربي في بعديه العسكري والسياسي كان بسنة قبل نشأة حزب الله، أي عملية الكلتة يوم 13 أكتوبر 1981، حين أسقطت الدفاعات الجوية الصحراوية أكثر من 5 طائرات مغربية، وبذلك خسر المغرب من جراء هذا حوالي 500 مليون دولار، حسب محللين وما أدراك ما 500 مليون دولار أنذاك.
وبعد عملية الكلتة التاريخية لجأ الجيش المغربي إلى طلب التجسس الأمريكي على بطاريات الدفاع الجوي الصحراوي، وكانت أول صورة إلتقطتها المخابرات الأمريكية لصواريخ سام 6 الصحراوية يوم 6 فبراير 1982، وإستمر بعد ذلك مد الجيش المغربي بمواقع وتمركزات وحدات الدفاع الجوي الصحراوي في مواقع عدة، من بينها أم أسروز وعين البل، وواد تيرنيت وغيره.
هنا لسنا بصدد توضيح ما يعرفه الجيش المغربي أكثر من غيره، وما تعرفه كل الدول الغربية خاصة أجهزة استخباراتها، وهي حقيقة ما دار في الحرب وللأسف لاتزال الشعوب مُضللة عن تلك الحقائق لأسباب شتى لا تخفى على لبيب.
ولكن ومع ذلك لا ضرر من تذكير من يجهلون الحقلائق التاريخية للحرب وخاصة أداء الدفاعات الجوية لجيش التحرير الشعبي الصحراوي، عليه أولاً أن يعرف؛ أن هناك مجموعة من المقاتلين الصحراويين، كان اداءهم كأشخاص وحسب النتائج المحققة أحسن بكثير من أداء الدفاعات الجوية للقوات الملكية بكاملها منذ نشأتها في سنة 1958 حتى الآن.
ثانياً؛ أنه لا توجد حركة تحرر على مَرّ التاريخ لها رصيد من إسقاط الطائرات المعادية كالذي بحوزة الجيش الصحراوي.
ثالثاً؛ إضافةً إلى ذلك عليه أن يُقارِن ويبحث عن عدد الدول العربية والإفريقية وحتى من قارات أخرى التي أسقطت في تاريخها ما يزيد على 77 طائرةٍ معادية.
وعن عظمة هذا الجيش، عليه أن يبحث كيف كان يتدرب بعض المقاتلين الصحراوين على أسلحة الدفاع الجوي، وهنا تجدر الإشارة إلى التذكير بقصة المقاتل، أحمد خطاري، الذي تدرّب لمدةِ يومين على يد المقاتل، الهيبة ولد ببيت، تحت ظلال الأشجار وبدون مخابر ولا مقلدات رماية… وكان أول صاروخ يرميه في حياته قد أصاب به طائرة من نوع F5 في عملية “لتيمة” التاريخية يوم 24 غشت 1977 وتم أسر الطيار، عثمان أعلي.
في المقابل يخلو سجل القوات الجوية المغربية من نتائج تذكر إلا الحوادت أو سقوط طائرة علي يد الحوثيين في اليمن. وعندما نتصفح أهم أعمال سلاح الجو المغربي من حيث عدد القتلى الأبرياء وحتى الأداء القتالي لا نجد إلا صورا تؤرخ وتوثق لقصف الطائرات المغربية في شهري فبراير ومارس 1976 لمخيمات النازحين في أم “أدريكة” التي وصفها بعض الكُتّاب ب “سيبرينتشا الصحراء الغربية” والتفاريتي وغيرهما بالنابالم وقنابل الفوسفور الأبيض.
وفي الأخير للسيد وزير خارجية المغرب الحق في أن يصاب ب “فوبيا”، ولكن عليه ومن الواجب دراسة الحروب التي خاضها جيشه، خاصةً الحرب الطويلة التي دارت مع الجيش الصحراوي لمدة 16سنة خلت، وألا يبحث عن نصر بالخداع والأكاذيب لأن الرجال الذين صنعوا المآثر لا يزالون في الميدان، والمقابلات مع الطيارين المغاربة الأسرى مسجلة في أشرطة تعج بها وسائل التواصل الإعلامية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق