مقالات

السلطة والسلطة الرابعة : سوء في التقدير وقلة في الإعتبار

محمد حسنة الطالب
الإعلام لدينا من منظور السلطة ، هو نقل الأخبار وتغطية الأحداث والمناسبات ، والتعبئة وشحذ الهمم فقط ، بغض النظر عن تطويره من حيث الكفاءة والمهنية العالية ، ومن حيث الإمكانيات اللازمة ، فعندما ننظر إلى المهنية ، فنجدها مفقودة لدى العديد من الذين راكموا تجربة معتبرة مثلهم مثل الملتحقين من خريجي الجامعات في مجال الصحافة ، فالكثير منهم لايتقن اللغة العربية نطقا وكتابة ، بل ولا يهتم لقواعدها نحوا وإملاء وتراكيبا ، وهنا يظهر العيب الكبير ، الذي يعود إلى سوء التوظيف ، وقلة الإعتبار لمجال التكوين الجيد  ، وإعادته تفاديا لتكرار الأخطاء الفاضحة ، من المعيب أللا يميز الصحفي في وسيط إعلامي وطني معين ، بين المبتدأ والخبر ، ومن العيب أن ينصب ويجر ويرفع دون إتباع قواعد اللغة في تكوين الجملة ، أو العبارة ، أو النص ، ومن العيب أن ينطق القاف غينا ، والغين قافا ، أو يضيف حرفا زائدا ، مثل نطق وكتابة البعض لبعض الكلمات مثل ( الوجود) حيث يخطأ بقراءتها أو كتابتها هكذا ( الأوجو د) وقس عليها ماشابهها مثل (الوصول ، الولوج …) وغيرها .
كذلك نطق البعض لكلمات مثل (القبلة) بكسر القاف ، والخطأ أن تقرأ برفع القاف ، سيتغير المعنى وتحدث الكارثة . كذلك نطق البعض لكلمة (قبول) بفتح القاف ، ب (قبول) برفع القاف وهذه مشكلة أخرى .
هذه أمثلة فقط لا الحسر حول إهمال لغتنا الرسمية .
أما بخصوص الإمكانيات والعناية بالعنصر البشري ، فحدث ولا حرج ، حيث أن أغلبية الأجهزة تقادمت ومازالت تخضع للترقيع ، وإمكانيات الصيانة ضعيفة ، والمختصون عليها قلة إن لم تكن إختصاصاتهم عشوائية ، تنضاف إلى هذا الوهن ميزانية تصرف بين “الباط والمرفق” أحيانا ، وتكلف الدولة صرف المزيد دون المحاسبة على التقصير والإهمال .
وأخيرا نصل إلى العنصر البشري الذي هو أساس كل شئ ، فبإهماله من الناحية المهنية الصرفة ، يتجدد إهماله أيضا من الناحية المعنوية والمادية ، حيث يعاني الكثير من الصحفيين من الظلم والإقتطاعات غير المبررة من الرواتب ، وكل ذلك يعود إلى نظم داخلية مطاطة ، يتصرف فيها ويطبقها بعض القائمين على الوسائط كيف ماشاؤوا دون حسيب أو رقيب .
هذه كلها ظروف لاتبعث على الإرتباح ، ولا تشجع الصحفيين على إبداء المزيد من المبادرات ، وإن كان باب هذه الأخيرة موصد في وجه الغيوين الراغبين في خدمة القضية الوطنية حتى دون مقابل . ولهذا كله سيظل إعلامنا يرواح مكانه ، ضحية لسوء التقدير وقلة الإعتبار لأهمية دوره في المعركة التحريرية ، التي يخوضها الشعب الصحراوي منذ أزيد من أربعين عاما خلت .
نسأل الهداية إلى سواء السبيل وإلى كل ما من شأنه خدمة القضية والمصير المشترك لهذا الشعب الأبي ، المناضل من أجل حقه في الكينونة والوجود .
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق